.. من يضحك أخيـــرًا

تحب أمهات الضباع، مثل "الإمبراطورة سيكادا"، صغارهن كثيرا، إذ يرضعنهن بلبن غني بالبروتين والدهون والكالسيوم، مدةً تزيد في الغالب على العام.

.. من يضحك أخيـــرًا

يُحدق أحد صغار "بالازو" الذكور في أنثى أكبر ولكن ذات رتبة أدنى، في عرين مشترك. ترث الصغار من كلا الجنسين رتبة الأم، على أنه بعد البلوغ تترك جل الذكور عشائرها للبحث عن شريكات للتزاوج وبالتالي تفقد رتبتها.

.. من يضحك أخيـــرًا

جلبت "سوب"، أنثى قائدة، جيفةَ زرافة صغيرة لمشاركتها مع صغيريها. تستغرق جمجمة الضبع وفكيه ثلاثة أعوام لتنمية عظام بقوة تكسير كافية للصيد، مما يثقل كاهل الأمهات لتوفير احتياجات صغارهن.

.. من يضحك أخيـــرًا

في صورة التُقطت باستخدام روبوت، تتغذى ضباع على ثور نو قُتل حديثًا. الضبع صيادٌ وقمّام على حد سواء، وبأدائه هذا الدور الأخير فإنه يساعد في تنظيف المنظومة البيئية من مسببات الأمراض مثل الجمرة الخبيثة والسل البقري.

.. من يضحك أخيـــرًا

بُعَيد الفجر لدى منظومة "محمية ماساي مارا" البيئية في كينيا، تصل الضباع الرقطاء إلى حافة بركة للشرب. تزدهر هذه المفترسات في تشكيلة واسعة من الموائل، من الصحاري إلى الغابات وحتى المدن. التقطت المصورة "جين غايتون" هذه الصورة المقرَّبة باستخدام روبوت يُتحكم فيه من بُعد.

.. من يضحك أخيـــرًا

تزور قائدة العشيرة "سيلفر ناغيت" وشقيقتها "ستاردست" (في مقدمة الصورة) وكرًا مشتركًا، بعد الغسق. استخدمت المصورة "غايتون" ضوءَ الأشعة دون الحمراء، غير المرئي للضباع والبشر، للتوثيق لسلوك هذه الضباع الليلي.

.. من يضحك أخيـــرًا

تنتشر السحب العاصفة فوق "محمية ماساي مارا" إذ تقوم ضباع رقطاء بدوريات في السافانا بحثًا عن فريسة. تصطاد هذه الحيوانات ليلًا أو نهارًا وتأكل كل شيء تقريبًا، وهذان سببان من أسباب عديدة تجعلها أكثر المفترسات نجاحًا في إفريقيا.

.. من يضحك أخيـــرًا

أنثى ضبع أسماها الباحثون "مولان روج"، تُكشِّر عن أنيابها في وجه أخرى يُطلَق عليها اسم "بالازو"، وهي أنثى ذات رتبة أدنى، "تبتسم" بخنوع. تستخدم الإناث المهيمنةُ العدوانَ والشراسة للحفاظ على مقامهن الرفيع ونيل السبق في تناول الطعام.

.. من يضحك أخيـــرًا

في عالم الضباع الرقطاء، الإناث من يَحكم. ولعل هذا سر نجاحها.

قلم: كريستين ديل آموري

عدسة: جين غايتون

1 مارس 2024 - تابع لعدد مارس 2024

كانــت السـحـب الـرعديــة  تزمجر في سماء سافانا "محمية ماساي مارا" في كينيا إذْ راحت فراعلٌ (جمع فُرْعُل وهو صغير الضبع) رقطاء تلعب وتمرح، وبعضها يتدحرج فوق بعض على العشب الرطب. كانت الأم مسترخية في مكان قريب، وتنهض من حين إلى آخر لثني فُرعلها البالغ من العمر عامًا واحدًا عن الانضمام للعب مع إخوته الأصغر. وحين اقترب إليهم مرة أخرى، تلقى فُرعلٌ صغير شجاع إشارةً من أمه، ذات المرتبة الرفيعة، فوقف شامخًا وهو يبذل قصارى جهده ليبدو مخيفًا أمامه. بدت حركته تلك هزلية، لكن كلا الضبعين كان يعرف مَرتبته ومقامَه. هنالك توقف الأخ الأكبر حجمًا والأدنى مرتبة، ثم أحنى رأسه وانسلَّ مبتعدًا.
سجلت المصورة "جين غايتون" هذا المشهد بكاميرا تعمل بالأشعة دون الحمراء، وحصلت على نظرة مقرَّبة إلى أنماط سلوك الضباع الليلية؛ ففتحت من خلالها نافذة صغيرة نُطل منها على البِنية المُحيِّرة لمجتمع الضباع حيث يرث جميع الأفراد مَرتبتهم ضمن بِنية هرمية من الأم. فالإناث تُمسك بزمام المسؤولية، والمَرتبة ههنا تعني كل شيء؛ وذلك نظام أسهم في جعل الضبع الأرقط أكثر اللواحم الكبيرة غزارة في إفريقيا.
وما كنا لنُدرك هذه المعارف وغيرها عن سلوك الضباع لولا 35 عامًا من البحث الميداني الذي أجرته "كاي هوليكامب"، مؤسِّسة "مشروع ضباع مارا" 
(Mara Hyena Project). إذ أسهمت جهودها في الكشف عن مخلوق معروف بمجتمعه المتقدم وإدراكه وقدرته على التأقلم مع بيئات محيطة جديدة.
هوليكامب عالمة أحياء لدى "جامعة ولاية ميشيغان"، تعكف على دراسة هذا الحيوان الإفريقي لدى ماساي مارا منذ عام 1988، في أحد أطول التحقيقات الجارية عن حيوان ثديي على الإطلاق. تقول: "اعتقدت أنني سأُمضي هناك عامين فحسب، لكنني فُتنت بها".
لكن، أَيُفتتَنُ المرءُ بالضباع؟ فما إنْ يُذكَر اسم الضبع حتى يتجهم وجه جُلنا. فلقد وصفه أرسطو بأنه "مغرم باللحم المتعفن إلى أقصى حد". ووصفه "ثيودور روزفلت" بأنه "مزيج فريد من الجُبن والخسة والشراسة القصوى". ويُنظر إليه في جميع أنحاء إفريقيا بوصفه حيوانًا شريرًا وجشعًا يقترن اسمه بالسحر والانحراف الجنسي. بل حتى فيلم "الأسد الملك" المنتَج في عام 1994 وصَمَه بالمكر والاحتيال والخبث.
ثمة أربعة أنواع من الضباع -البُني والمخطط والأرقط والعسبار- تَجول منطقة جنوب الصحراء الكبرى وشمال إفريقيا، إلا أن الضبع الأرقط تحديدًا ظل الأكثر وصمًا بالشر. ولعل من أسباب ذلك أنه كثير الاقتراب إلى أماكن عيش البشر.  وتعليقًا على الأمر، تقول "كريستين ويلكنسون"، مستكشفةٌ لدى ناشيونال جيوغرافيك وعالمةُ بيئة متخصصة في اللواحم لدى "جامعة كاليفورنيا، بيركلي": "كل ما في الأمر أننا كثيرًا ما نتصادف مع الضباع والجرذان والصراصير والقيوط". فهذه الأنواع المذمومة لدينا، كما تقول هذه العالمة التي تَدرس الضباع في "منتزه بحيرة ناكورو الوطني" في كينيا، هي في الغالب تلك التي تعيش جنبًا إلى جنب معنا؛ "أي تلك المخلوقات التي تعيش في كل البيئات بفضل قدرتها على





وحيـش يأبى الثبات

وحيـش يأبى الثبات

ترقُّبُ اكتشافات الديناصورات يعني أن وجهة النظر بشأنها لا تفتأ تتغير.

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

استكشاف

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

وُهِبنا في هذه الحياة، نحن البشر وسائر المخلوقات الأخرى، أشياء مجانية كثيرة؛ لعل من أبرزها ضوء الشمس. ولكن هل تساءل أحدٌ منّا يومًا عمّا سيحدث لو أن الشمس اختفت من حياتنا؟

لحظات مذهلة

لحظات مذهلة

يحكي مصورو ناشيونال جيوغرافيك، من خلال سلسلة وثائقية جديدة تستكشف عملهم، القصصَ التي كانت وراء صورهم الأكثر شهرة.