عن هموم العرق  في ست كلمات

جين تاغابان: "لا يُعترف بنا على أراضينا وقاراتنا ونطاقنا وفي كتب التاريخ.. لكن ها نحن، الشعوب المحجوبة"، يقول "جين تاغبان" (56 عامًا) من راستن بواشنطن. ينتمي تاغابان -واسمه في لغة "تلينغيت" هو "غوي ياو"- بالأصل إلى كل من شعب شيروكي وتلينغيت، والفلبين. يناضل من أجل الحفاظ على حكمة أسلاف شعبه وتاريخهم من خلال سرد الحكايات والتوجيه والمداواة والتعلم.

عن هموم العرق  في ست كلمات

قُبيل التحاق "إساياس مهرتاب" بالجامعة في ريتشموند بولاية فرجينيا، وجد نفسه في مواجهة مخيفة مع الشرطة. قرر حينئذ ألا يخبر والديه اللذين كانا قد فرَّا من الاضطهاد في إثيوبيا. لكنه اكتشف أن التزام الصمت إزاء التحديات التي يواجه بوصفه فتى أسود البشرة سيفضي إلى آثار سلبية ثقيلة.

عن هموم العرق  في ست كلمات

"الزوج الأبيض صار إيراني؛ 11 سبتمبر" مارن روبنسون (إلى اليسار). "لا تبدو إيرانيا". "كلا، أنا إيراني" روم بارخوردار (إلى اليمين).

عن هموم العرق  في ست كلمات

يقول "مارك كوارليس" (58 عامًا) إن الناس في حيّه المترف على ساحل وسط كاليفورنيا كانوا ودودين كلما كان برفقة زوجته الألمانية البيضاء وأطفالهما المختلطين. لكن كانت درجة ودهم تقل حين كان منفردا. أصبح كوارليس، وهو فنيُّ الموجات فوق الصوتية، ويتميز بحبائل الشعر، يحظى بنوع من الشهرة بعدما انتشرت قصته عبر أثير الإذاعة الوطنية العامة، وبات الناس في مجتمعه يعرفون من يكون. يقول إن ذلك أمر جيد لأن أولاده يدرسون الآن في الجامعة ولم يعودوا بحاجة إلى مساعدة الآخرين على الشعور بالطمأنينة حين وجوده.

عن هموم العرق  في ست كلمات

قالت "هانا بيبلز"، من سياتل، إن لعبة التخمين الدائمة بشأن هويتها تُشعِرها كأنها عَيِّنة. من السخط وُلِدت عبارتها ذات الست كلمات: "أنا لستُ بمخلوق عجيب أو غريب". إذ قالت بيبلز (27 عامًا) إنها تعرضت للتحرش والاهتمام غير المرغوب فيه من "رجال مخيفين" حالمين بإقامة علاقة مع امرأة تجتمع فيها الأصول الآسيوية بالسوداء. تقول بيبلز، الحاصلة مؤخرا على شهادة الماجستير في دراسات السينما والإعلام من "جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس": "كنت شديدة الوعي بنظرة الناس إلي كلما خرجتُ لأتمشى". وكتبت: "لأن 'مظهري غامض' فإن الناس يخمنون كثيرا بشأن أصلي. يظن بعضهم أني مكسيكية أو فلبينية أو نيبالية أو صينية، لكن قَلّما يخمن الناس أني أجمع بين أصول أميركية إفريقية وبين أصول يابانية".

عن هموم العرق  في ست كلمات

يعد "دانيال روبنز" من أشد المؤمنين بالمساواة بين الناس كافة. لكنه منزعج مما يبدو رد فعل لا إراديا عند رؤية أقلية تتفوق في شيء ما. إنه يكافح من أجل استئصال تلك التوقعات المقلّلة من شأن الآخرين.

عن هموم العرق  في ست كلمات

تَعمل "ليندسي لافل هايدريك" في مجال إصلاح العدالة الجنائية لفائدة مؤسسة خيرية كبيرة في نيويورك، لكن أصولها من الجنوب. وُلدت في أركنساس ثم انتقلت إلى سان دييغو ومنها إلى أتلانتا. كان أجدادها يديرون مزرعة في جورجيا، وكانوا يملكون عبيدا. تقول لافل هايدريك (33 عامًا): "عندما أحاول طرح الأمور أو أحاول نقد الجنوب، كما تعلمون، فإن الأمر لا يكون على ما يرام مع عائلتي. هؤلاء هم الأشخاص الذين ربّوني وجعلوني ما أنا عليه اليوم، مع ذلك ثمة شرخ هائل في فهم ماضينا. إننا نرى الأمر من منظور مختلف تماما، وأنا أكافح حقا لإيجاد أرضية مشتركة بيننا.. وهذا مطلب ملح الآن أكثر من عقد مضى".

عن هموم العرق  في ست كلمات

عندما أرسلت سيليست غرين كلماتها الست إلى المشروع أول مرة، أثارت تفاعلات عبر الإنترنت دامت عدة أيام. كتب أحد المعلقين: "هل صار وصف 'قوية' تعبيرًا ملطَّفا لقولهم 'لا يهم كيف نتعامل معهن، فهن سيبقين على قيد الحياة في كل الأحوال؟'".

عن هموم العرق  في ست كلمات

وَدَّت "كريستن مورهيد" لو كان ابنها "تشي" فتاة. لماذا؟ لأن الذكور الشباب السود يُنظر إليهم "كمتهمين إلى أن تثبت براءتهم"، حسب قولها. أما تشي فيشعر بالضغط لانتمائه إلى "الأقلية المثالية"، على حد تعبيره. "عليَ أن أكون ذلك الشخص المثالي. وإنه لأَمر مرهق".

عن هموم العرق في ست كلمات

لمَّا طلبَت "ميشيل إل. نوريس" أول مرة إلى أشخاص غرباء إيجاز مشاعرهم تجاه مسألة العِرق في ست كلمات، كانت تظن أن قلةً منهم قد ترغب في مشاركة أفكارها الشخصية حول هذا الموضوع الحساس. لكنّ معرفتها الآن باتت أشمل بعد تلقيها أزيد من نصف مليون رد..

قلم: ميشيل إل. نوريس

عدسة: واين لورانس

1 June 2021 - تابع لعدد يونيو 2021

إن أهم الأحاديث عن العِرق وأكثرها كشفًا وصدقًا وخطورة، هي تلك التي لا تطرق أسماعنا عادة، لأنها تنشأ في فضاءات خاصة: في غرفة تبديل الملابس أو غرفة النوم؛ عند طاولة المطبخ أو خلال استراحة تدخين خارج المصنع؛ وفي الأحاديث التي تدور في أذهان الناس وهم ينظفون أسنانهم أو يقودون سياراتهم إلى العمل. 
أدى ظهور مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"فيسبوك" إلى فتح نوافذ جديدة مطلة على مخاوفنا إزاء مسألة العِرق. ومع كل هذا المَدِّ الجديد نسبيًا من الشفافية، ما زالت ثمة أرض وعرة لا تستطيع حواسيبنا ولا هواتفنا النقالة بلوغها على نحو دقيق؛ ذلك أن حواجز ذاتية غالبًا ما تَحُول دون المرء ونشر أَخَصِّ تساؤلاته أو بث شكاواه في منتدى مفتوح ليطلع عليها العالم.
واجتياز تلك الأرض صعبٌ إذا كان المرءُ غريبًا، لكني أمضيت أزيد من 10 أعوام في فعل ذلكَ تحديدًا، والفضل يعود إلى مشروع بسيط بدأته في علية بيتي. كنت قد ألَّفت مذكرات عن الإرث العِرقي المعقد في عائلتي، وذهبت في جولة عبر 35 مدينة للترويج للكتاب أيامَ كان ذلك النوع من السفر ممكنًا. هنالك تَمَلَّكني التوتر لأسباب كثيرة، أهمها أني عرفت أن علَي مواجهة جماهير في مكتبات ومسارح كبرى عبر أنحاء الولايات المتحدة وجعلهم ينخرطون في أحاديث عن العِرق. 
كنتُ مقتنعة قبل عقد من الزمن أن الأميركيين قد يفضلون القفز من جرف على الخوض أمام الملأ في حديث صادق وشخصي عن العِرق. ولكن تَبَيَّنَ أني كنت مخطئة. 
في محاولة لاستهلال حديث صعب، طلبتُ إلى الناس التفكير في لفظة "عِرق" وتجميع كل ما يخطر ببالهم ثم إيجاز تلك الفكرة أو الذكرى أو النشيد أو التساؤل في جملة من ست كلمات فحسب. طبعتُ بطاقات بريدية كُتِبَ عليها "العِرق. أفكارك. 6 كلمات. يُرجى الإرسال"، ووزعتها أينما حللتُ. لم يَدُر بخلدي أني سأجد نفسي بعد أعوام غارقةً في بحر من مشاعر مختلفة واكبت وصول الحكايات إلى صندوق بريدي، ثم إلى بريدي الإلكتروني بعدما قام فريقي الصغير بتصميم موقع ودعوة الناس إلى موافاتنا بقصصهم تلك عبر الإنترنت. لم تكن لدي أدنى فكرة عن أنّ ما كنت بصدده سيفسح المجال أمامي لولوج أخَصِّ زوايا حياة الناس وبلدات لم أسمع بها من قبل ودول لم أزرها قط وثقافات أجنبية ومألوفة على حد سواء. لم تكن لدي أدنى فكرة عن أن كثيرًا من الناس متحمسون للحديث عن العِرق والهوية وأنهم قد يشاركون شخصًا غريبًا أفكارَهُم، مع علمهم أن قصصهم قد تُنشر على الإنترنت ليطلع عليها أي شخص.

شِدة سوادي تَحرمني حُبَّ رجل أسود 
هل حَضر جدي الجـنوبــي إعداماتٍ بالفعل؟ 
هذا عجيب، فأنت لا تبدو يهوديا 

لمّا شرعنا في جمع القصص رقميًا (وليس من خلال البطاقات البريدية فحسب)، ذَيَّلنا الاستمارة الأصلية التي تطلب قصصًا من ست كلمات بعبارة مقتضبة؛ فكان ذلك طلبًا بسيطا يسبق الضغط على زر الإرسال: "هل تودون قول شيء آخر؟". كان الأمر بمنزلة فتح الصنبور عن آخره؛ إذ تجاوز الناس ست كلمات، وقدموا قصصا تراوحت بين بضع جمل ومقالات طويلة وعميقة وكاشفة. 
فثمة رجل من أوهايو أمضى جل حياته بوصفه الأميركي الوحيد من أصل إفريقي في قاعة الدرس وفي العمل. قال إنه كان يُنظر إليه على أنه "مأمون الجانب" و"لا يُشكل تهديدًا"، لكنه قال إنه كان في السر "يستشيط غضبًا".
وثمة امرأة ترعرعت في كولورادو حيث حُذِّرَت ألا تتحدث مطلقا عن تراث جدتها من شعب "تشوكتو" خشيةً أن يُوشى بها فتُرسَل للعيش في محمية. كانت جدتها معتدّة بنفسها رغم الكراهية والتمييز في البلدة، ونقلت في كنف البيت حكايات عن أسلافها من شعب "تشوكتو"، وهي الحكايات التي نعتز بها اليوم. 
فجأة، تدفق نهر من الإنسانية تجاهي متحديا افتراضاتي الأساسية أن الناس يخشون التحدث عن العِرق بصراحة. 

لقد كانت أمي تكره بشرتي القاتمة 
أنا بيضاء لكني لست سطحية تافهة
أنا مكسيكية حين يكون ذلك مناسبا


خلال مدة المشروع، أرشفنا ما يزيد على 500 ألف قصة من الولايات الأميركية الخمسين كلها ومن نحو 100 بلد وإقليم. تَلقَّينا قصصا من أماكن نائية يغلب فيها تركيزُ الناس على الإثنية والدين والطبقة أكثر من تركيزهم على العرق. مع ذلك، يدرك الناس القوى الكامنة وراء ألفاظ من قبيل: السلطة والنبذ والانتماء والخوف. 
تزامنت بداية المشروع مع أحداث وتوجهات هزت النظام الاجتماعي الأميركي: عائلة سوداء في البيت الأبيض، وتحولات جذرية في المواقف إزاء زواج المثليين وقضايا مجتمع "الميم"، وتبعات الحادي عشر من سبتمبر، والتغيرات السكانية التي تجلت بوضوح في الإعلانات، وفي الحشود بمراكز التسوق، وفي التلاميذ المسجلين بالمدارس، وفي الولايات حيث تراجعت فئة السكان البِيض من غير الأصول اللاتينية إلى وضع أقلية (ست ولايات حتى الآن والرقم مرشح للارتفاع). 
عادة ما تنبع النقاشات الوطنية حول العرق بالولايات المتحدة من أحداث كبرى قوية الصدى، من قبيل: مناظرات طاحنة حول الهجرة؛ شخص جسور يكسر حاجز اللون؛ عبارة كراهية كُتِبَت  على واجهة مَتجر؛ عَلم كونفدرالي يرفرف في الهواء متحديًا؛ نُصب تذكاري كونفدرالي يهوي إلى الأرض. لكن ثمة خصوصية في القصص التي يميل الناس إلى روايتها في إطار هذا المشروع. أجل، ثمة إشارات مباشرة إلى العبودية، والتمييز الإيجابي، وأول رئيس أميركي أسود، وضروب الأشياء التي تضمها كتب التاريخ وعناوين الأخبار. لكن الناس غالبا ما يتحدثون عن أطفالهم وزملاء العمل، عن حيهم أو كنيستهم، عن الطريقة التي يستجيب بها العالم للكنتهم أو تقاليدهم أو أحجام أجسامهم. 
هناك قصص كثيرة عن نساء يُعتقد خطأً أنهن مربيات لأنهن لا يشبهن أطفالهن متعددي الأعراق، وقصص كثيرة من رجال سود يرون غرباء يقرّبون حقائبَهم إليهم أثناء دخول مصعد أو المرور بمحاذاتهم في الشارع، وقصص كثيرة من أشخاص بيض يؤكدون أنهم لم يمتلكوا قَط عبيدا وأنهم سئموا تحسيسهم بالذنب إزاء ماض لا يعني حياتهم مباشرة. 
فضلا عن ذلك، سمعنا حكايات كثير من العوائل الراغبة في أن يُنظر إلى أطفالها بصفتهم أميركيين "كاملين" أو "حقيقيين". صحيح أن هدفها واحد، لكن تعريفها لماهية أميركي "حقيقي" يختلف. كما تغير الأمر منذ بدأتُ هذا المشروع؛ إذ تغيرت التركيبة السكانية على نحو وضع أميركا على مسار تصير فيه أقليات اليوم أغلبية. 
ورغم أننا نعمل تحت شعار "مشروع بطاقة العِرق"، أرسل إلينا كثير من الناس حكايات لا تمت بصلة للون البشرة أو العِرق أو الإثنية التي أشَّروا عليها في الإحصاء. إذ تمحورت حكاياتهم حول الخدمة العسكرية أو التوجه الجنسي أو الإعاقة أو لون الشعر.

كيف لطفلك الرضيع شَعر بلون أحمر؟
كنتُ بحبائل شَعر؛ 
الآن أعرف أكثر
أشد شقرة من أن أُصنَّف "عِرقيً

وحيـش يأبى الثبات

وحيـش يأبى الثبات

ترقُّبُ اكتشافات الديناصورات يعني أن وجهة النظر بشأنها لا تفتأ تتغير.

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

استكشاف

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

وُهِبنا في هذه الحياة، نحن البشر وسائر المخلوقات الأخرى، أشياء مجانية كثيرة؛ لعل من أبرزها ضوء الشمس. ولكن هل تساءل أحدٌ منّا يومًا عمّا سيحدث لو أن الشمس اختفت من حياتنا؟

لحظات مذهلة

لحظات مذهلة

يحكي مصورو ناشيونال جيوغرافيك، من خلال سلسلة وثائقية جديدة تستكشف عملهم، القصصَ التي كانت وراء صورهم الأكثر شهرة.