يُشغِّل "براشانت ماندال" مصباحاً صغيراً يعمل بتقنية (LED) داخل الكوخ الذي يعيش فيه مع زوجته وأربعة أطفال. شَعَّ من المصباح نور بلون أصفر فاقع، انعكس لوناً أزرق داكناً من قطع قماش التاربولين البلاستيكي الذي صنعت منه العائلة سقف الكوخ وجدرانه. ملأ نور المصباح أرجاء الركن الضيق حيث تنام العائلة. يبلغ ماندال من العمر 42 سنة وله جسم نحيف ولحية كثيفة سوداء وعينان بهما غَمَش؛ يشير بإصبعه إلى متاعه، حيث صفحة ممزقة من روزنامة هندوسية عتيقة، ومجموعة من أطباق القصدير، وصندوق خشبي يُستخدم كرسياً. يُطفئُ جهازَ الطاقة الشمسية الذي يُشغِّل المصباحَ ثم يفككه قطعةً قطعة قبل أن يحمله إلى خيمة تبعد قرابة 18 متراً، حيث يعمل بائعاً للحلوى والشاي للمسافرين على طريق مقفرة في بلدة "مادوتاندا" القابعة وسط الغابات على الحدود الشمالية للهند.
يقول ماندال وهو يربِّت على عمامته البرتقاليـة الرثـة: "حيـاتي تعيسة، ولكني أعوّل على حسن التدبير لأحتملها. وهذه الإضاءة المستمدَّة من الطاقة الشمسية تساعدني على الاستمرار في العمل ليلاً".