ظلت السفينة (Lance) تسير في عقب كاسحة جليد تابعة لخفر سواحل النرويج -والتي اتّبعت بدورها مساراً وسط الشروخ الجليدية- حتى وصلت إلى خط عرض 83 شمالًا. ولقد اضمحل الكثير من الجليد الدائم السميك للقطب الشمالي فاستحال أطوافاً جليدية أقل سُمكاً، تتشكل ولا...

ظلت السفينة (Lance) تسير في عقب كاسحة جليد تابعة لخفر سواحل النرويج -والتي اتّبعت بدورها مساراً وسط الشروخ الجليدية- حتى وصلت إلى خط عرض 83 شمالًا. ولقد اضمحل الكثير من الجليد الدائم السميك للقطب الشمالي فاستحال أطوافاً جليدية أقل سُمكاً، تتشكل ولا تلبث أن تذوب في غضون العام نفسه.

 في مطلع شهر مارس، أذاب علماءٌ من السفينة (Lance) رقعة جليد لإحداث حفرة فيها بعدما جرفوا من فوقها ركاما من الثلج بسمك متر واحد؛ والهدف: جمع عينات من العوالق والمياه. يَجري جلّ العمل الميداني بالمنطقة القطبية الشمالية بين فصل الربيع والخريف.

إن الجليد البحري الذي يغطي المحيط القطبي ليس في الواقع ذاك الغلاف الأبيض المتواصل كما نرى في الخرائط؛ بل هو أقرب إلى فسيفساء من الأطواف الجليدية التي لا تستقر على حال إذ لا تكف عن التصادم بعضها ببعض فتتخذ أشكالا مختلفة بتشققها وانكسارها بفعل قوة الرياح...

على مرّ خمسة أشهر من عام 2015، خاضت سفينة الأبحاث النرويجية (Lance) رحلة قل نظيرها، من الشتاء القطبي وحتى ربيعه؛ إذ ظلت تنساق مع الأطواف الجليدية طوال مسارها.. أما الهدف فهو تعقب تغيرات الجليد البحري بالمنطقة. في أواخر شهر فبراير تلوح في السماء تباشير...

على مرّ خمسة أشهر من عام 2015، خاضت سفينة الأبحاث النرويجية (Lance) رحلة قل نظيرها، من الشتاء القطبي وحتى ربيعه؛ إذ ظلت تنساق مع الأطواف الجليدية طوال مسارها.. أما الهدف فهو تعقب تغيرات الجليد البحري بالمنطقة. في أواخر شهر فبراير تلوح في السماء تباشير الشمس.. لتنجلي معها الليالي القطبية.

 في شرخ وسط الجليد خلف السفينة (Lance)، يلتقي بخار الماء والهواء المثلج ليتجمد الأول في شكل “دخان بحري”. عندما تحل المياه المعتمة الداكنة محل الجليد، يمتص المحيط القطبي مزيداً من الحرارة صيفاً، ومن ثم يطلق كماً أكبر منها خلال فصلَي الخريف والشتاء.....

في شرخ وسط الجليد خلف السفينة (Lance)، يلتقي بخار الماء والهواء المثلج ليتجمد الأول في شكل “دخان بحري”. عندما تحل المياه المعتمة الداكنة محل الجليد، يمتص المحيط القطبي مزيداً من الحرارة صيفاً، ومن ثم يطلق كماً أكبر منها خلال فصلَي الخريف والشتاء.. فيُحدِثُ -على الأرجح- تأثيراً في طقس أمكنة أخرى.

القطب يخلع رداءه الأبيض

إن الجليد البحري الذي يغطي المحيط القطبي ليس في الواقع ذاك الغلاف الأبيض المتواصل كما نرى في الخرائط؛ بل هو أقرب إلى فسيفساء من الأطواف الجليدية التي لا تستقر على حال إذ لا تكف عن التصادم بعضها ببعض فتتخذ أشكالا مختلفة بتشققها وانكسارها بفعل قوة الرياح...

:عدسة نيك كبينغ

2 يناير 2016

إن الجليد البحري الذي يغطي المحيط القطبي ليس في الواقع ذاك الغلاف الأبيض المتواصل كما نرى في الخرائط؛ بل هو أقرب إلى فسيفساء من الأطواف الجليدية التي لا تستقر على حال إذ لا تكف عن التصادم بعضها ببعض فتتخذ أشكالا مختلفة بتشققها وانكسارها بفعل قوة الرياح وتيارات المحيط. في فبراير الماضي، كنت أقف مرتعداً من قسوة البرد على سطح "لانس" (Lance)، وهي سفينة بحوث نرويجية من طراز قديم، إذ راحت تتخذ لنفسها مساراً وسط تيهٍ من الشروخ الجليدية التي يمكن الإبحار خلالها. هناك، كانت تمتد مساحة بيضاء من الثلج والجليد حتى الأفق ومن كل اتجاه على مرمى البصر. راح هيكل السفينة الفولاذي يهتز ويطلق صريراً معدنياً، وهي تشق طريقها وسط كتل الجليد السميكة المسنَّنة، بحثاً عن أي رقعة جليد صلدة لتلازمها -بعد أن تهشمت الرقعة السابقة- حتى يتسنى لها استئناف انحرافها الجانح عبر البحر المتجمد، متعقبةً جليد البحر القطبي حتى نقطة ذوبانه، من خلال انسياقها وراء الأطواف الجليدية أينما كانت.  ولقد سبق للنرويجيين أن خاضوا مثل هذه الرحلة قبل قرن من الزمان أو يزيد، حينما علق المستكشف القطبي، فريديوف نانسن، وسفينته (Fram) في كتل جليد ضخمة زُهاء ثلاث سنوات خلال محاولة فاشلة للإبحار عبر القطب الشمالي.
وحيـش يأبى الثبات

وحيـش يأبى الثبات

ترقُّبُ اكتشافات الديناصورات يعني أن وجهة النظر بشأنها لا تفتأ تتغير.

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

استكشاف

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

وُهِبنا في هذه الحياة، نحن البشر وسائر المخلوقات الأخرى، أشياء مجانية كثيرة؛ لعل من أبرزها ضوء الشمس. ولكن هل تساءل أحدٌ منّا يومًا عمّا سيحدث لو أن الشمس اختفت من حياتنا؟

لحظات مذهلة

لحظات مذهلة

يحكي مصورو ناشيونال جيوغرافيك، من خلال سلسلة وثائقية جديدة تستكشف عملهم، القصصَ التي كانت وراء صورهم الأكثر شهرة.