هل تحوّلنا الجائحة إلى كائنات افتراضية؟

يَستحسن جِيلي العيشَ في العالم الافتراضي. لكن حين عزلتنا جائحةُ "كوفيد-19" عن العالم المادي، غاب شيءٌ ما.اسمي مستوحى من كتب الأطفال حول شخصية "توماس محرك الدبابة". دأب أخي الأكبر على قراءة تلك الكتب، وكان القطار المُسمَّى "أوليفر، المحرك الغربي" إحدى...

هل تحوّلنا الجائحة إلى كائنات افتراضية؟

يَستحسن جِيلي العيشَ في العالم الافتراضي. لكن حين عزلتنا جائحةُ "كوفيد-19" عن العالم المادي، غاب شيءٌ ما.اسمي مستوحى من كتب الأطفال حول شخصية "توماس محرك الدبابة". دأب أخي الأكبر على قراءة تلك الكتب، وكان القطار المُسمَّى "أوليفر، المحرك الغربي" إحدى...

1 أغسطس 2020 - تابع لعدد أغسطس 2020

يَستحسن جِيلي العيشَ في العالم الافتراضي. لكن حين عزلتنا جائحةُ "كوفيد-19" عن العالم المادي، غاب شيءٌ ما.

اسمي مستوحى من كتب الأطفال حول شخصية "توماس محرك الدبابة". دأب أخي الأكبر على قراءة تلك الكتب، وكان القطار المُسمَّى "أوليفر، المحرك الغربي" إحدى شخصياته الأثيرة. استحسنت والدتي هذا الاسم؛ وبذلك سُمِّيتُ باسم هذا القطار. فضلا عن ذلك، كان الاسم يخدم غرضا شعريا: إذ أتيت إلى الوجود ومعي توأم مطابق؛ مما وضعني على مسارات متوازية مع أخي "إيثان". وإن عرفتم توائم، فلا بد أنكم سمعتم بقصة كهذه من قبل. فقد ارتدينا ملابس متشابهة وقُّص شعرنا على الشاكلة نفسها. كنا متشابهين ونلقى المعاملة نفسها. كنا معًا حيثما ذهبنا. حرصت أنا وإيثان، ونحن نكبر، على بلورة هويتين مستقلتين. نسجنا صداقات مختلفة، وارتدينا ملابس مختلفة. وغالبا ما تفادينا الحديث إلى بعضنا بعضا في المدرسة الثانوية. بعدها اختار كلٌّ منا جامعةً مختلفة وعشنا منفصلين أول مرة في حياتنا. استشعرت في الأمر إثارة: حياة من دون توأم، ومن دون أناس يظنونني شخصا آخر، ومن دون تلك القوة الخفية التي تجمعنا. بالمقابل، أوجست في نفسي خيفة من ذلك التغيير. كنت مطمئنا وإن ابتعد إيثان، لأني أعلم أنه هناك. كان دائما هناك بالفعل. وحيدًا في الجامعة. شعرت أني فقدت شيئا ما.
غالبا ما أتفكر في لحظة الانفصال الآن، مُذ انقلبت الحياة الطبيعية رأسًا على عقب واضطر الناس في كل مكان للعزلة بسبب ما تنطوي عليه جائحة "كوفيد19-" من خطر. فجأة تلاشى القرب المادي في حياتنا اليومية الذي عده كثيرٌ منا تحصيل حاصل. أتساءل ما سيعنيه ذلك لمستقبلي أنا، وللمستقبل إجمالا، ولمستقبل جيلي. أَدرس الفلسفة. وفي أحد بواكير الدروس وجدتُ -على سبيل المصادفة- تجربةً فكرية ابتدعها الفيلسوف "فرانك جاكسون" وتُعرف على نطاق واسع باسم "غرفة ماري". تقول الفرضية إن ماري، العالمة الألمعية، عاشت كل حياتها في غرفة بلا ألوان وكانت مُدخلاتها الحسية الوحيدة تأتي عبر شاشة تلفزيون بالأبيض والأسود. كان في متناول ماري معلومات غزيرة، وعرفت كل شيء عن إدراك الألوان؛ لكنها لم تعش تجربة رؤيتها. ولنفترض أنها خرجت من الغرفة في يوم من الأيام فرأت السماء الزرقاء ولحاء الشجر؛ هنا تساءل جاكسون: هل ستتعلم شيئا جديدا؟ هل يُعلمنا الاتصال المباشر بالعالم شيئًا ما كنا نعرفه عنه بالقراءة فقط؟ جواب جاكسون: أجل. نتعلم تلك الأشياء التي نفتقد بفعل عدم العيش في العالم المادي الذي يسميه جاكسون "الكيفات" (Qualia)، وهي في كل مكان: في الشمس والأرض والناس. إنها ما ينقص في الحياة الافتراضية البحتة.
منذ سنوات وأنا أعيش حدسًا مزعجًا يخبرني أن جل ما أحتاج إلى فعله قابلٌ للتحقق افتراضيا. فأنا أستطيع التحدث إلى أصدقائي، والكتابة، والقراءة، ورواية القصص، ومشاهدة التلفزيون، والاستماع إلى محاضرة، وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي. ومع بث جميع دروسي الجامعية على الإنترنت أواخـر شـهر مـارس المـاضي، زاد كَـم الأشـيـاء الـتي يمـكنني ف


استكشاف

عيــن تَرقُب السماء

عيــن تَرقُب السماء

في ولاية ويسكونسن، عاود أكبر تليسكوب كاسر للضوء في العالم فتح أبوابه أمام الزوار.

حياة أخـرى.. متخيلــة

استكشاف

حياة أخـرى.. متخيلــة

ترى إحدى الكاتبات أن ناشيونال جيوغرافيك كانت بمنزلة بوابة الطفولة إلى ما يتيحه عالمنا من إمكانيات لا نهاية لها. وكانت أيضًا مصدر إلهام لكتابها الأخير.

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

استكشاف

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

وُهِبنا في هذه الحياة، نحن البشر وسائر المخلوقات الأخرى، أشياء مجانية كثيرة؛ لعل من أبرزها ضوء الشمس. ولكن هل تساءل أحدٌ منّا يومًا عمّا سيحدث لو أن الشمس اختفت من حياتنا؟