أُمّة واحدة تربطها الحرية والسلام والوحدة: بعنوان مقتبس من نشيد نيجيريا الوطني، تشير هذه الصورة إلى قصة "غولديلوكس والدببة الثلاثة". تُصبح الدببة أرواحَ مجموعة عرقية؛ فتهزم بكفاحها لنيل الاستقلال فلولَ الاستعمار الممثَّلَة بملكة بريطانيا "إليزابيث الثانية" (وتُجسدها هنا امرأة ترتدي زي الملكة أثناء زيارتها نيجيريا في عام 1956).
قُد قادتنا إلى سبيل الحق: استلهمتُ قصة "بلوبيرد" فحوّلتُ شخصية العنوان إلى امرأة ثرية من مجموعة "إيغبو" العرقية، تُمسك بزمام زعماء نيجيريين سابقين. كيف سيبدو تاريخنا من دون الفساد والقبَلية وسياسات التعددية الثقافية الفاشلة؟ من خلال الانخراط في هذا السؤال، آمل أن ننجح في تحقيق مجتمع أكثر إنصافًا وعدلًا.
ادفع للزمّار: هذه الصورة مقتبَسة من حكاية "زمّار هاملين" لِتِبيان سُبل الحكومة غير الفعالة في التعامل مع قُطّاع الطرق والمقاتلين الذين يزيدون من انعدام الأمن العام في البلد. ومن الأمثلة على ذلك، زُهاء 100 طالبة بمدرسة "تشيبوك" اللائي ما زلن في عِداد المفقودين بعد أن اختطفتهن جماعة "بوكو حرام" الإرهابية في عام 2014.
"ملابس الإمبراطور الجديدة": تتناول نُسختي من هذه الحكاية الأزمةَ المتنامية للتلوث البلاستيكي. أَعَدتُ استخدام أكياس حِفظ المياه النقية، الشائعة في نيجيريا، لتشكيل ملابس الإمبراطور. هدفي هو إلقاء الضوء على مشكلة حقيقية للغاية -التلوث- في جميع أنحاء العالم، والتي لا يزال ينبغي لكثير من الناس التنبّه لها ومعالجتها على الوجه الأتم.
قد أكون ميتة، لكن أفكاري لن تموت: في هذا التشخيص الجديد لحكاية "حورية البحر الصغيرة"، تتحول هذه الشخصية الصغيرة إلى "مامي واتا"، إلهة ماء إفريقية محبوبة. وتقف بِتَحَدٍّ -مُحتجّةً ضد التلوث- على مِهاد من الأعشاب البحرية وتحيط بها مياه قذرة معبأة في حاويات تُستخدم عادةً لجلب وحمل هذا السائل الذي يحفظ الحياة.
لِبناء أُمة: اقتبستُ من قصة "رامبل ستيلسكن" للإشارة إلى الممارسات الانتخابية غير النزيهة التي تُسهم في التدهور البيئي والاقتصادي والسياسي لنيجيريا. رجل يرتدي قميص "الفيلق الوطني لخدمة الشباب" (NYSC) -الذي تم تحذير أعضائه من تلقي رشاوى للتدخل في عمليات التصويت- ينسج القماش من أوراق الاقتراع والعملة النيجيرية.
أطفال الغد: لإلقاء الضوء على نظام التعليم غير الفعال في نيجيريا، والذي يمكن أن ينتج عنه تخلف بعض الطلاب عن مدارسهم سنوات، قدمتُ تشخيصًا جديدا لقصة "الجميلة النائمة". تمثل الشخصيةُ الرئيسةُ جثةَ الطالبة المغطاة بزجاج وهي تنتظر من ينقذها يومًا ما.
حكايات خرافية.. في حُلَل جديدة
عند النظر إلى القصص الأوروبية الكلاسيكية من منظور تاريخ نيجيريا وثقافتها وسياستها، فإننا نجدها تَلبس لبوسًا ذا معان جديدة ومُلِحّة.
قلم: ياغازي إميزي
أود أن أُقدم لكم السرد القصصي الذي نشأتُ عليه في نيجيريا. كان ذلك من خلال برنامج تلفزيوني يسمى "حكايات على ضوء القمر"، حيث يجلس رجل مُسِنٌّ تحت شجرة ويروي القصص؛ ضمن صيغة تلفزيونية من الحكي الشفاهي القديم. في الأيام الخوالي، كانت مصادر الضوء المثلى هي البدر والنجوم التي تنشر نورها الأزرق الفضي على وجوه الأطفال والكبار المتحمسين على حد سواء. وربما كان هناك أيضًا صوت جداجد ونسيم عليل يدغدغ أوراق الشجر. أنا سليلة عائلة من رواة القصص. في منزلنا خلال الأماسي، كان والدي يروي لنا قصته يومَ كان صبيًا صغيرًا فكاد يغرق في بئر أثناء جلبه الماء؛ وكيف صعقه البرق في كلية الطب؛ وكيف قاتل عناصر الاستخبارات السوفيتية بهراوة وسط محطة قطار، في سبيل توديع صديقته؛ وكيف هرب من لصوص مسلحين.. ويا إلهي، كم كنت أصدق جميع قصصه! لعلها كانت تهدف إلى تشتيت انتباهنا عن الحياة الواقعية، جنبًا إلى جنب مع أكوام الكتب التي كنا ندفن رؤوسنا فيها لدى المائدة وعلى الكراسي والأسِرّة، نُشَيّد عوالم من كلمات. كانت تلك الحكايات الخرافية مثيرة لدي على نحو خاص. فلقد أحببتُ موضوعاتها الهائلة العصيّة على التصديق. أحببتُ الصور الخيالية التي رسمتُها في ذهني للقلاع الرائعة، والملابس المطرزة بإسراف، والجِنّيات والغابات؛ وبالطبع مبارزات السيوف والخُدع والدماء.
كنت مفتونةً بالدماء الوهمية التي كانت تتخلل تلك القصص؛ والحال أنه كان ثمة عنف حقيقي لدى بوابات بيتنا. فأنْ ينشأ المرءُ تحت حكم دكتاتورية عسكرية في تسعينيات القرن الماضي، فذلك يعني أن الصدامات العرقية والدينية كانت شائعة. وغالبًا ما أَسفر قانون الغاب ذاك عن جثث بشرية مقطوعة الرؤوس ومحترقة، برائحتها الكريهة المنتشرة في الشوارع حيث الأطفال يمشون إلى المدارس. كنا نقرص أنوفنا ونفتح أعيننا لتحَمّل كل ذلك. عندما صرتُ بالغة، انكسر قلبي من تلك الذكريات، وشرعتُ في تحويل نظرتي إلى واقع طفولتي ونمط الصمت الذي لفّها. لماذا لم يكن ثمة حديث عن ذلك العنف في البيوت؟ لقد نشأتُ في كنف والدي في المقام الأول بمدينة "أبا" في جنوب شرق نيجيريا. ولئنْ كان يَفخر بأنه رجل من عرقية "إيغبو"، فإنّ تركة الدولة من الحكم الاستعماري والإفراط في تقدير العادات الأوروبية دفعه إلى إعطاء الأولوية للغة الإنجليزية والتعليم الإنجليزي على لغتنا وثقافتنا الأم. كان يعتقد، من خلال قيامه بذلك، أننا سنحظى بفرصة أفضل لنيل مستقبل ناجح.
اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab
موضوعات ذات صلة
درب البَرَكات
تمر طريق الحج الأشهر في اليابان بـ88 معبدًا على خطى راهب مشهور وُلد قبل 1250 عامًا.
شرائط المشتري العاصفة
أمضت المركبة الفضائية "جونو" التابعة لوكالة "ناسا" أكثر من سبعة أعوام وهي تدور حول أكبر كواكب المجموعة الشمسية. ويستعين العلماء بالصور التفصيلية التي التقطتها للغلاف الجوي المضطرب لكوكب المشتري،...
انبعاث وجه
بعد مرور أكثر من 500 عام على وفاة "عذراء الجليد" أو "سيدة أمباتو" في جبال الأنديز وزُهاء ثلاثة عقود على اكتشافها، أصبحنا قادرين على إنشاء ملامح وجهها.