في ملعب التقـاليـد

تتسوق عضوات فرقة "إيميلاسكيت" لشراء الملابس التقليدية في سوق "لا كانشا" الصاخب.

في ملعب التقـاليـد

تجرب "بيلين فاخاردو فرنانديز"، إحدى المتزلجات التسع في فرقة "إيميلاسكيت"، ارتداء قبعة خلال زيارة لسوق "لا كانشا" في كوتشابامبا. تقول إن القبعة التقليدية التي ترتديها نساء السكان الأصليين "هي الزينة التي تبرز جمال نساء البوييرا. إنها تضفي لمسة من الأناقة وبالنتيجة تخلق هوية ثقافية".

في ملعب التقـاليـد

تريد "ديسي تاكوري لوبيز" (28 عامًا) المساعدة في نشر رياضة التزلج على الألواح وخلق مزيد من الفرص للشباب البوليفي للتعرف إلى جذورهم. تقول: "تنانير البوييرا غالية علي كثيرًا. وأنا أرتديها بكل فخر".

في ملعب التقـاليـد

تساعد "لوسيا روزميري تينتا كيسبي" ابنتَها "جوزلين بريندا ماماني تينتا" على وضع الأقراط في منزلها بضواحي مدينة كوتشابامبا. تقول بريندا إن التزلج على الألواح "يجعلني أشعر بالقوة والقدرة، لأنني أستطيع تجاوز حدودي الخاصة"؛ وتجسد الملابس المكان الذي تتحدر منه.

في ملعب التقـاليـد

عضوات من فرقة الفتيات، "إيميلاسكيت"، وهن يمارسن حركاتهن على ساحة من المنحنيات بالقرب من مدينة كوتشابامبا. تعني كلمة "إيميلا" الفتاة الصغيرة في لغتَي "الأيمارا" و"الكيتشوا"، وهما اللغتان الأصليتان الأكثر انتشارًا. تنانيرهن، المعروفة باسم "البوييرا"، تحتفي بما يربطهن بأسلافهن من السكان الأصليين.

في ملعب التقـاليـد

تطفو "إلينور بويتراغو مينديز" (25 عامًا) فوق الماء محاطة بالزهور، وهي ترتدي فستانًا تقليديًا تلبسه في العادة نساء السكان الأصليين. يعود أصل هذه الأزياء في بوليفيا إلى الغزو الإسباني في القرن السادس عشر.

في ملعب التقـاليـد

تمارس "هوارا مدينا" (25 عامًا) التزلجَ على الألواح مع فرقة من الفتيات، وتستخدم عروضها للترويج لهوية السكان الأصليين؛ وهنا تقف وقد رُفعت لها ضفيرتاها في الهواء. ترمز تصفيفة الشعر إلى الفخر بالأصول والتمكين في بلد يتحدر زُهاء نصف سكانه من جذور ترجع للسكان الأصليين.

في ملعب التقـاليـد

تمنح أزيـاء نسـاء الأنديـز وتصفيفـات شعـرهـن هـذه الرياضة بُعـدًا جديـدًا وخـاصًا.

قلم: باولا رامون

عدسة: لويزا دور

7 مارس 2023 - تابع لعدد مارس 2023

تـمثـل تنانيـر "البويـيـرا" الملونـة رمـزًا مــن رمــوز الهوية الثقافية في الريف البوليفي.

لدى التنانير التقليدية الفضفاضة التي ترتديها نساء السكان الأصليين من "الأيمارا" و"الكيتشوا"، تاريخ معقد؛ إذ ترجع إلى الغزو الإسباني في القرن السادس عشر، وقد فرضها حكام الاستعمار لتُبرز الأزياءَ التي كانت النساء ترتديها في إسبانيا. وقد اعتُمدت هذه التنانير في النهاية بوصفها جزءًا من أزياء نساء الأنديز، وهي ترتبط على نحو شائع بفتيات "الشوليتاس" البوليفيات، نساء السكان الأصليين القاطنين في المرتفعات. وصحيح أن تنانير البوييرا تُلهم مشاعر الفخر بالثقافة المحلية، لكنها أيضًا تذكرةٌ بالقمع الذي تعرض له الريف البوليفي على يد الاستعمار الإسباني.

والآن نقلت مجموعة من الفتيات الرياضيات في بوليفيا ثقافة البوييرا وأزيائها إلى المدينة، مرتديات هذه التنانير خلال معارض التزلج على الألواح للاحتفاء بتراث الشوليتاس وإضفاء لمسة عصرية على أزياء الجدات. تقول "دانييلا سانتيفانيز"، المؤسِّسة المشاركة في "إيميلاسكيت"، وهي فرقة تزلج على الألواح جعلت من التنانير محور عروضها الرياضية: "إن البوييرا مرتبطة بالريف، وبتلك النسوة الأمّيات اللواتي لا يمتلكن شيئًا. نريد أن يفهم الناس أنه لا حرج في ارتداء تنورة البوييرا، فهي متجذرة فينا. وإن كان لا بد أن نشعر بشيء، فَحَرِيٌّ بنا أن نشعر بالفخر". وكما أضافت جدّات تلك الفتيات الرياضيات إلى هذه التنانير هويتهن الخاصة عن طريق ارتدائها مع البلوزات المزخرفة والجواهر المحلية والقبعات، أدخلت المتزلجات تعديلاتهن الخاصة على تنانير البوييرا التي ترتدينها. وتقول "ديسي تاكوري لوبيز"، وهي عضوة أخرى تبلغ 28 عامًا في مجموعة التزلج التي تأسست عام 2019 في مدينة كوتشابامبا: "التنانير غالية جدًا علي. وأنا أرتديها بكل فخر".

ترى تاكوري أن تنانير البوييرا لا تجسد تعبيرًا عن الهوية الثقافية فحسب، بل هي كذلك شكل من أشكال التمكين الاجتماعي. فحسب "اللجنة الاقتصادية لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي"، تسجل بوليفيا واحدة من أعلى نسب السكان الأصليين في الأميركيتين. إذ إن زُهاء نصف سكان بوليفيا يتحدرون من السكان الأصليين. وتاكوري وزميلاتها في فرقة "إيميلاسكيت" هن من بين أولئك الذين يتحدر أسلافهم من السكان الأصليين. ولا تزال بعض قريباتهن ترتدين التنانير. "إنها ملابس أمي وخالاتي وعمّاتي، وأنا أَراهن نساء قويات. هنا في بوليفيا، كثيرٌ من النساء اللواتي ترتدين تنانير البوييرا هن ربّات بيوت معيلات لعوائلهن،" تقول تاكوري مضيفة: "بالنسبة إلي، تستطيع المرأة التي ترتدي تنانير البوييرا إنجاز أي شيء". تُمضي تاكوري وزميلاتها ساعات في التدريب على حركات التزلج على الألواح في "حديقة أولانتاي"، وهي أحد مكانين في كوتشابامبا به منحنيات وساحات أخرى مصممة لهذه الرياضة. ترفرف التنانير وتدور مع كل منعطف، وقفزة، وتعثر عارض. وتعترف تاكوري بأن ممارسة التزلج على الألواح -وأداء حركات معقدة- أثناء ارتداء طبقات ثقيلة من الملابس لم يكن أمرًا هيّنًا في البداية. لكنها تظل تجربة فريدة من نوعها. تبلغ "سانتيفانيز" من العمر 26 عامًا، وهي إحدى عضوات فرقة "إيميلاسكيت" الأصليات، وكانت قد تعلمت التزلج على الألواح عندما كانت طفلة من شقيقها. تقول: "في ذلك الوقت، كان من النادر رؤية فتيات على ألواح التزلج".

في بوليفيا، كان التزلج على الألواح شائعًا منذ عقدين تقريبًا. غير أنه لم يكن هناك نماذج نسائية تُحتذى في هذه الرياضة في كوتشابامبا. وقد توقفت سانتيفانيز عن ممارستها عندما كانت مراهقة، بعد أن سئمت الاستماع إلى شكاوى والدتها المتكررة من الكدمات التي تلاقيها جرّاء السقوط. لكنها عادت مرة أخرى لممارسة هذه اللعبة بعد إتمام دراستها الجامعية، حيث حصلت على شهادة في التصميم الغرافيكي. وفي ذلك الوقت، اكتشفت أنها ليست الفتاة الوحيدة التي شغفتها هذه الرياضة.تقول سانتيفانيز مستذكرةً: "ذات يوم كنت أتحدث إلى الفتيات عن اجتماع الفتيان للتزلج على الألواح.. وتساءلت لماذا لا تفعل الفتيات ذلك؟". تَدرس هذه الشابة اليوم الهندسة التجارية في "جامعة دومينغو سافيو" الخاصة. وهي تأمل بعد حصولها على هذه الشهادة الجامعية تأسيس شركة إنتاج في المجال السمعي البصري. لقد جمع اسم الفرقة كل تطلعاتها، فكلمة إيميلا تعني "الفتاة الصغيرة" بلغتَي "الأيمارا" و"الكيتشوا"، وهما اللغتان الأصليتان الأكثر انتشارًا في بوليفيا. ومن هنا بدأت مؤسسات الفرقة بالتدرب معًا، مما جذب مزيدًا من العضوات إليها.خلال الأعوام الثلاثة الماضية، كبرت فرقة "إيميلاسكيت" لتضم تسع متزلجات. ولتكون الفتاة عضوة نشطة في هذه الفرقة، فهذا يعني أن عليها الحرص على التدريبات الأسبوعية وإظهار الاحترام المشترك للتنوع والتقاليد.


اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab

وحيـش يأبى الثبات

وحيـش يأبى الثبات

ترقُّبُ اكتشافات الديناصورات يعني أن وجهة النظر بشأنها لا تفتأ تتغير.

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

استكشاف

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

وُهِبنا في هذه الحياة، نحن البشر وسائر المخلوقات الأخرى، أشياء مجانية كثيرة؛ لعل من أبرزها ضوء الشمس. ولكن هل تساءل أحدٌ منّا يومًا عمّا سيحدث لو أن الشمس اختفت من حياتنا؟

لحظات مذهلة

لحظات مذهلة

يحكي مصورو ناشيونال جيوغرافيك، من خلال سلسلة وثائقية جديدة تستكشف عملهم، القصصَ التي كانت وراء صورهم الأكثر شهرة.