نمل مُنقِب عن الأحافير

عندما يُشيد النمل الحاصد تلاله من الرمل والحصى، فإنه يبحث بشكل منتظم على بقايا أحفورية ويستخدمها في البناء، قد لا يتجاوز حجم المكتشفات بضع مليمترات لكنها كنوز بالنسبة للعلماء. الصورة: Michael Forsberg, Nat Geo Image Collection

نمل مُنقِب عن الأحافير

بفضل تلال "النمل الحاصد"، علماء الأحافير يكتشفون 10 أنواع جديدة منقرضة من الثدييات في أميركا الشمالية.

26 July 2022

تكمن أعظم الكنوز أحيانًا حيث لا يخطر على بال أحد، وهذا هو الحال مع اكتشاف مذهل لـ 10 أنواع جديدة من الثدييات كانت تعيش على كوكب الأرض؛ وذلك بفضل "النمل الحاصد" وتلاله الثمينة.

يعيش النمل الحاصد في غرب الولايات المتحدة حيث يقتات على البذور التي يجمعها، لذلك يَعده المزارعون آفة. يقطن النمل تلالًا يبنيها من الركام قد تصمد لعقود من الزمان، ويُبقي النمل على الأرض المحيطة بمملكته جرداء خالية من الزرع بقطر يبلغ 10 أمتار لحماية وتأمين مستوطنته الهائلة. وإن كانوا آفة في نظر المزارعين فهم بلا شك أعز أصدقاء علماء الأحافير. فعندما تُشيد هذه المخلوقات الصغيرة مستوطنتها، فإنها تعمل على تشكيل طبقة علوية يبلغ سمكها 1 سنتيمتر تقريبًا من حجارة بحجم حبات الخرز لحماية التل من التعرية. وقد تسافر مسافة 30 مترًا للبحث عن مواد البناء بالمواصفات المطلوبة، والتي تتضمن أحيانًا أحافير ومستحاثات أثرية، لهذا أصبحت تلال النمل كنوزًا دفينة بالنسبة إلى الباحثين.

  • يوجد في البرازيل واحدًا من أكبر وأغرب أسرار عالم الحشرات على وجه المعمورة، إذ يوجد 200 مليون تلة بناها جيش هائل من النمل الأبيض عبر آلاف السنين.

قام فريق علماء من ولاية نبراسكا الأميركية بفحص 19 تلًا للنمل الحاصد، فعثروا على نحو 6 آلاف قطعة أحفورية ضئيلة لثدييات منقرضة؛ تشتمل على أسنان وشظايا عظام الفك لتسعة أنواع من القوارض، وحيوان آكل للحشرات يشبه الزَبابة. كما تضمنت المكتشفات على أسنان رئيسات، وحيوان شبيه بالأرانب، ونوع مجهول من الخفافيش. إيجاد كل هذه البقايا الأحفورية في موقع واحد يوفر على العلماء سنوات من البحث والتنقيب، كما يوفر لهم فهمًا أعمق للحياة على قارة أميركا الشمالية قبل نحو 34 مليون سنة، مع نهاية العصر الإيوسيني ومطلع العصر الأوليغوسيني. خلال هذه الفترة دخل الكوكب في موجة تبريد طويلة دفعت بالكثير من الكائنات إلى الانقراض، وأعادت ترتيب الأنظمة البيئية على الأرض. كانت هذه الأرجاء من قارة أميركا الشمالية أكثر دفئًا ورطوبة تحفها غابات كثيفة، لذا فإن أحافير الثدييات التي عاشت تلك الحقبة تكشف الكثير من الأسرار. يمكن للعلماء أيضًا تحديد الفترة الزمنية لظهور نوعٍ ما واندثاره من خلال الطبقات التي تكسو تلال النمل الحاصد.

  • نمل مُنقِب عن الأحافير
    هذه الأسنان الضئيلة لا يتجاوز عرض الواحد منها مليمترًا، وتعود لحيوان ثديي منقرض آكل للحشرات يشبه الزَبابة. الصورة: Clint A. Boyd

قدرة النمل المذهلة على التنقيب عن الأحافير ليست اكتشافًا وليد اللحظة. فقد كتب عالم الأحافير "جون بيل هاتشر" في ورقته العلمية عام 1896 ناصحًا جامعي الأحافير على زيارة تلال النمل، لكن هذه المعلومة بقيت غير مثبتة علميًا حتى عام 2009، عندما نُشرت دراسة علمية أثبتت دور النمل الحاصد في العثور على البقايا الأثرية والأحفورية. عندما تقرر البحث عن كنزك الخاص، احرص على ألا تتجاهل بيوت النمل.

علوم

في بحث رائد مع الأكاديمية الصينية للعلوم

فهم جينات الشاهين يساعدنا في حمايته

صندوق محمد بن زايد يكتشف الجين الوراثي المحوري في توجيه هجرة صقور الشاهين 

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

علوم فلك

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

يعود اليوم النيادي إلى أرض وطنه بعد بعد إكماله لنحو 4000 ساعة عمل في الفضاء.

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

علوم فلك

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

يواصل النيادي استعدادات العودة إلى كوكب الأرض بعد إنجاز المَهمة التي امتدت لـ6 أشهر، شارك خلالها في أكثر من 200 تجربة علمية.