من منطقة للفحم إلى بقعة سياحية خضراء!

مسار مهيأ للمشي وسط تلال الركام في "لوس إن جوهيل" الفرنسية. الصورة: GONCALO LOPES, ALAMY STOCK PHOTO

من منطقة للفحم إلى بقعة سياحية خضراء!

صورة أرشيفية -تاريخ التقاطها غير معروف- تظهر عددًا من أكوام خبث الفحم في إقليم "نور با دي كاليه" شمال فرنسا. الصورة: HISTORIC IMAGES, ALAMY STOCK PHOTO

من منطقة للفحم إلى بقعة سياحية خضراء!

وجدت هذه الأشجار والأعشاب بيئة مثالية للنمو في "لوس إن جوهيل". يقول "فريدريك ريفيت"، عامل في مجال صون الطبيعة: "إن الحرارة المنبعثة من التربة على الأراضي التي أعيد تأهيلها، من شأنها أن تعزز التنوع البيولوجي الذي لم يكن موجودًا من قبل". الصورة: HENRI MARTIN, ALAMY STOCK PHOTO

من منطقة للفحم إلى بقعة سياحية خضراء!

كان إقليم "نور با دي كاليه" يوفر نصف احتياج فرنسا من الفحم؛ لكنه اليوم أصبح أحد مواقع التراث العالمي ووجهة لهواة الطبيعة والمغامرين.

28 مارس 2022

تلال هائلة مخروطية الشكل سوداء اللون، لا توحي بأي قدر من الجمال. كانت أكوام الخبث المتناثرة في أنحاء إقليم "نور با دي كاليه" بشمال فرنسا، دلالة على تردي الأوضاع الاقتصادية، وهي بقايا الركام المستخرج من باطن الأرض خلال عمليات تعدين الفحم في المنطقة على مر ثلاثة قرون مضت. وعندما أُغلق آخر منجم في هذه المنطقة، لاح في الأفق شبح البطالة والفقر. إذا اقتربت من أحد هذه الأكوام السوداء، ستجد أن للون الأخضر نصيبًا منها؛ إذ تحولت هذه المخلفات مع مضي الزمن إلى جيوب بيئية تحتضن بين جنباتها طيفًا من الحيوانات والنباتات، ما أسهم في إحياء السياحة المستدامة في المنطقة وإنعاش اقتصادها المتواضع.

كان إقليم "نور با دي كاليه" يسهم في إنتاج نصف احتياج فرنسا من الفحم ما بين الأعوام 1940 و 1960،

ونظرًا للونها الأسود، فإن أكوام الركام تحتفظ بالدفئ الذي يسمح بتنوع بيولوجي غير مسبوق في أوساطها، كانتشار "طائر السبد الأوروبي" النادر، وظهور "علجوم ناترجاك" الذي يتواجد عادة في المناطق الساحلية. صاحب هذا الازدهار البيئي نمو اقتصادي تمثل في تزايد أعداد الزوار والسائحين، وافتتاح المشاريع الصغيرة، وأخيرًا افتتاح "متحف اللوفر لينس". ينطلق هواة الطبيعة هنا على مسارات توصلهم إلى قمم أعلى الأكوام الركامية في أوروبا للتمتع بمناظر خلابة، ويتدرب عدائو سباقات "ألترا ماراثون” على درج مسار "أرينا تيريل" في "نويل سو لين"، بينما يجوب راكبو الدراجات الهوائية بحيرات "تيريل دي أرغاليس" في "ريولاي"، ولممارسي رياضة التزلج على الثلوج نصيب أيضًا؛ إذ صُمِم منحدر تزلج صناعي على تلة ركام في "نوكس ليه مينيس". 
بعد كان إقليم "نور با دي كاليه" يسهم في إنتاج نصف احتياج فرنسا من الفحم ما بين الأعوام 1940 و 1960، انقلب حاله إلى كارثة اقتصادية بعد إغلاق آخر منجم فيه. في البداية أرادت الحكومة تسوية أكوام الخبث واستصلاح الأرض. لكن كان للمواطنين رأي آخر، إذ رأوا في هذه الأكوام إرثًا يستحق الصون، فجعلوا من بعضها مواقع لإقامة الاحتفالات، وحولوا بعضها إلى مسارات لرياضة الدراجات الترابية. في مطلع القرن الحادي والعشرين برزت فكرة النهوض بالمنطقة بوصفها وجهة جذب سياحي. لتتحول العديد من التلال الركامية إلى محميات بيئية ووجهات للنزهة، بينما يستمر العمل على تحويل مسار السكة الحديدية التي كانت تمر بالمناجم لنقل الفحم، إلى ممر بيئي يسمح للبشر والحيوانات بالتنقل بين هذه التلال. قامت منظمة اليونسكو بإدراج هذا الحوض المنجمي إلى قائمتها لمواقع التراث العالمي عام 2012، وأضاف افتتاح فرع متحف "اللوفر لينس" في العام ذاته، قيمة عالمية للموقع.

اليوم تشهد المنطقة انخفاضًا في نسب البطالة مع تزايد المحال التجارية والمشاريع الرائدة، وتوافد السياح داخليًا ودوليًا. ويصاحب هذه النهضة الاقتصادية شعور السكان المحليين بالفخر بإقليمهم، واعتزاز عمال المناجم السابقين بتاريخهم وإرثهم الذي ما زال حيًا. إقليم "نور با دي كاليه" مثال يحتذى في صنع الفرص من العدم، والارتقاء بحياة البشر من خلال الابتكار والعمل الدؤوب.

نظرة من كثب

مسجد المطوع

مسجد المطوع

تصميم معماري قديم وبوابة ذات طراز عربي أصيل.. يُعد "مسجد المطوع" واحدًا من أقدم المساجد بمدينة "خورفكان" في الإمارات، إذ يبلغ عمره حوالى 500 عام.

واحة سيوة

ترحال نظرة من كثب

واحة سيوة

وجهة علاجية عالمية في مصر.. تشتهر "واحة سيوة" بوصفها إحدى الوجهات السياحية الشهيرة، حيث الراحة والعزلة وسط الآثار الفرعونية، وبساتين النخيل العامرة، فضلًا عن برك المياه المالحة.

خور الزبير

ترحال نظرة من كثب

خور الزبير

أشبه ما تكون بأغصان شجرة تشق طريقها إلى السماء.. لقطة في غاية الروعة تُظهر جمال التفرعات النهرية لدى "خور الزبير" في مدينة البصرة.