بركان "تونغا" الثائر كل ألف عام

يعتقد أن بركان تونغا الذي ثار في ديسمير 2021 أحد أقوى براكين القرن الحادي والعشرين. الصورة: Reuters

بركان "تونغا" الثائر كل ألف عام

بات أرخبيل "تونغا" معزولًا عن العالم، منذ ثوران البركان الهائل في منتصف يناير 2022 والذي تسبب في حدوث أمواج تسونامي في المحيط الهادي.

18 يناير 2022

ثار بركان هونغا تونغا-هونغ هاباي لأول مرة في 20 ديسمبر 2021 ثم انفجر بثوران هائل في منتصف يناير 2022، إذ كان هذا الانفجار البركاني أقوى سبع مرات من حدث ديسمبر، مرسلًا عمودًا ضخمًا من الرماد والغاز على مدى 12 ميلاً (20 كيلومترًا) في الغلاف الجوي للأرض. وتسبب الثوران الأخير في إلحاق أضرارًا بشبكة الاتصالات، وتكوين سحابة من الرماد البركاني تصاعدت على ارتفاع 30 كيلومترًا ثم أجتاحت أكثر من 3000 كيلومتر غربًا إلى أستراليا وأعاقت حركة الطيران.

 كما تسبب البركان في حدوث آلاف الصواعق. وقد كشفت مستشعرات الغلاف الجوي عن كميات كبيرة من غاز ثاني أوكسيد الكبريت المنبعث من ثوران البركان، والذي يمكن أن يتسبب في سقوط الأمطار الحمضية في تونغا وفيجي، والتي من الممكن أن تؤثر على المحاصيل ومياه الشرب، وبالرغم من ذلك فإن كمية ثاني أوكسيد الكبريت ليست كافية للتسبب في تبريد عالمي، وهو التأثير الذي شوهد بعد الانفجار الهائل لجبل بيناتوبو في الفلبين في عام 1991.

لازالت تتوافر معلومات ضئيلة من هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه بالكاد 100 ألف نسمة بفضل الهواتف العاملة عبر الأقمار الصناعية، كما أن حجم الأضرار الحقيقي غير معروف حتى الآن.

وبحسب "شين كرونين"، أستاذ علم البراكين في جامعة أوكلاند في نيوزيلندا في تصريحات لموقع "DW"، فإن الانفجار كان كبيرًا، إذ يُعتقد أنه أحد أقوى البراكين خلال القرن الحادي والعشرين. وأضاف: "هذه البراكين الكبيرة جدًا تحدث مرة واحدة كل 900 عام، لكن يبدو أن لها سلسلة من الأحداث، وبالتالي قد يكون هذا هو الأول في سلسلة من الانفجارات البركانية". وقد اختفت الجزيرة البركانية غير المأهولة في هونغا تونغا-هنغا-هاباي بعد الانفجار ، وفقًا لصور الأقمار الصناعية بعد نحو 12 ساعة. وغُلف أرخبيل المحيط الهادي بالرماد وامتدت سحب الرماد البركاني إلى بلدان على بعد آلاف الكيلومترات إلى الغرب.

وقد قام "كرونين" وفريقه البحثي بالتخييم في هونغا تونغا - هونغ هاباي في عام 2015 ولاحظوا أن الشعاب المرجانية المحيطة كانت ترتفع، ما يشير إلى أن الصهارة كانت تتشكل تحت البركان ويمكن أن تتسبب في ثوران بركاني في المستقبل القريب. وقد حدثت العديد من الانفجارات الصغيرة في السنوات الفاصلة، ربما لأن بعض الضغط المتزايد شق طريقه للخروج من الكسور الصغيرة حول حافة البركان، ومع تزايد الضغط بشكل أكبر، أدى ذلك إلى نقطة الانهيار في 15 يناير والتي تسببت في انفجار الجزء المركزي من البركان.

حدث انفجارين عملاقين سابقين في هونغا تونغا هونغ هاباي في عام 1100 وعام 200 ميلادية

وبحسب الخبراء فإن البركان، الذي ثار آخر مرة في عام 2014، كان ينفث بعيدًا لمدة شهر تقريبًا قبل أن تتصاعد الصهارة، شديدة الحرارة إلى نحو 1000 درجة مئوية، وتلتقي بمياه بحر تصل إلى 20 درجة، ما تسبب في وقوع  انفجار فوري وهائل. تقول منظمة الصليب الأحمر إن 80 ألف شخص يمكن أن يكونوا قد تضرروا، إذ تم الإبلاغ عن فقد شخصين أحدهما بريطاني وغرق اثنان في البيرو حتى الآن، كما أوضحت الأمم المتحدة أنه تم رصد إشارة استغاثة في مجموعة جزر منعزلة منخفضة في أرخبيل تونغا بعد الانفجار البركاني الهائل وموجات المد العاتية (تسونامي) التي حدثت قبل أيام، ما أثار قلقًا بشأن سكانها. بينما تشير التقارير الأولية إلى عدم وقوع إصابات جماعية في جزيرة توغاتابو الرئيسة،  ووقوع أضرار بالغة بالعاصمة "نوكوالوفا"، وكذلك المنتجعات والمنازل على طول الشواطئ الغربية للجزيرة. كما اختفت الجزيرة البركانية غير المأهولة بعد الانفجار وفقًا لصور الأقمار الصناعية.

المصدر: وكالات+ مواقع إلكترونية

 

 

استكشاف

هدية ... في الوقت المناسب

هدية ... في الوقت المناسب

تَملَّكَ أحد المصورين اليأسُ بعد أن تلقى أنباء مفجعة خلال أدائه إحدى المَهمات الصعبة. ثم اتخذ البابا "فرنسيس" منعطفًا منحَه باب أمل لتدارك ما فات.

سنّوريات تتنفس الصعداء

استكشاف ما وراء الصورة

سنّوريات تتنفس الصعداء

مَهمة محفوفة بالمصاعب في خبايا صناعة الببور الأسيرة في أميركا تُفضي إلى بصيص من الأمل.

تشارلستون.. بصيغة أخرى

استكشاف ما وراء الصورة

تشارلستون.. بصيغة أخرى

مع افتتاح المتحف الذي طال انتظاره على رصيف ميناء تاريخي، تعيد هذه المدينة الواقعة جنوب الولايات المتحدة الوصل بساحلها.. وتعيد حساباتها مع ماضيها المأساوي.