عندما تغرب الشمس على ماساي مارا، يكون الوقت  قد حان للذهاب إلى الصيد.

تخرج جِراء الضباع المرقطة من جحورها عند غروب الشمس. فغالبًا ما تنشط الضباع ليلًا، وتُعد من الحيوانات الصائدة والقمّامة فضلا عن كونها من اللواحم الأساسية في سيرينغيتي؛ وبذلك تُسهم في التحكم بتوزيع أنواع الفرائس وتعدادها. تُولد هذه الجراء بعيون مفتوحة وأسنان سليمة وعضلات جاهزة للانطلاق.

صـوت الغـــابـة الروحـانــي

ائتلاف الفهود الصيادة، المعروف باسم "الخمسة الرائعة"، ينجح في الإطاحة بثور نو. في العادة، يُسقط أحدُ هذه السنوريات الفريسةَ أرضًا، فيما يُحكِم رُفقاؤه قبضتَهم على رقبتها حتى تختنق. وتظل الفهود الصيادة في حالة تأهب دائم؛ إذ ينبغي لها مراقبة اللصوص المتسلطين كالأسود والضباع.

صـوت الغـــابـة الروحـانــي

يمكن أن تنشب معارك ضارية بين ذكور الحمير الوحشية من أجل الهيمنة، خاصة عندما تدور حول إحدى الإناث. وتقاتل الفحول بحوافرها وأسنانها الحادة. وقد تنتهي المواجهة العنيفة بجمجمة مهشمة أو عظام مكسورة أو ذيل مقطوع أو حتى بالهلاك.

صـوت الغـــابـة الروحـانــي

أسدان يقتاتان عند الفجر على علند (وهو أكبر أنواع الظباء) قتلاه في الليلة السابقة. ويترصد حشد من النسور بهما في الجوار. ظلت هذه الطيور تنتظر طويلًا لتحظى بنصيب من الأكل؛ إذ شوهد هذان الأسدان وهما يقتاتان على فريستهما على مَرّ ثلاثة أيام.

صـوت الغـــابـة الروحـانــي

أفراس نهر تتمرغ عند شروق الشمس لدى نهر في "ماساي مارا". فهي تُمضي ما يصل إلى 16 ساعة يوميًا في الأنهار والبرك المائية حيث تنام معًا ضمن قطعان يتراوح عدد أفرادها ما بين 10 و 30، لحماية صغارها المعرضة على نحو خاص لخطر التماسيح. وترعى أفراس النهر في الليل، إذ تقطع مسافة تصل إلى 10 كيلومترات وتستهلك نحو 40 كيلوجرامًا من العشب. أما الروث الذي تخلفه فهو غني بالعناصر المغذية التي تحافظ على صحة الأنهار الإفريقية وتُفيد العديد من الأنواع.

صـوت الغـــابـة الروحـانــي

لا تدوم المطاردة في الغالب مدة طويلة عندما تستهدف الفهود الصيادة فريستَها؛ إذ يمكنها أن تُسرِّع وتيرة ركضها من صفر إلى 100 كيلومتر في الساعة في زمن ثلاث ثوانٍ. في الصورة، ينطلق فهدان لمهاجمة زوج من ثيران النّو شَرَدَا عن قطيعهما. لكن النهاية ليست مؤكدة؛ فهذه الفهود غالبًا ما تفشل في قتل فرائسها، ويمكن لثيران النّو أن تجري بسرعة 80 كيلومترًا في الساعة، وأحيانًا تتعرج أثناء فرارها.

صـوت الغـــابـة الروحـانــي

كان المرشدون في "محمية ماساي مارا الوطنية" في كينيا يطلقون على هذه الفهود الصيادة (الشيتا) لقبَ "الخمسة الرائعة". فقد كانت هذه الذكور تصطاد معًا على مَرّ أكثر من أربعة أعوام. عادةً ما تتنافس ذكور السنوريات فيما بينها، لكن هذا النوع اجتماعي بطبعه وله قدرة عالية على التأقلم؛ وتبقى أفراده مجتمعةً ما دام ائتلافها مفيد لها.

صـوت الغـــابـة الروحـانــي

تمثّل غابة "لويتا" الجزء الخفي من منظومة "سيرينغيتي" البيئية، وهي منطقة بريّة بِكر ومقدسة لدى شعب "ماساي". وحامي الغابة ابن الثمانين عامًا، يرى فيها مشهدًا طبيعيًا روحانيًا ما فتئ يتهدده طمعُ البشر.

قلم: إيفون أدهيامبو أوور

1 ديسمبر 2021 - تابع لعدد ديسمبر 2021

في الآونة الأخيرة، انطلقتُ قبل مدة قصيرة في رحلة إلى قلب براري سيرينغيتي. لكنها لم تكن براري سيرينغيتي التي قد تخطر على بالك؛ فهي لم تكن تلك المشاهد الشائعة على البطاقات التذكارية لسهول عشبية صفراء متماوجة تتناثر عليها أشجار السنط الشبيهة بالمظلّات. كما أنني لم أكن نزيلة معسكر فاخر من الخِيَّم ولم أنضم إلى جحافل الشاحنات الصغيرة المغلقة التي تحمل السيّاح وتتحلّق حول الأسود وهي تجتمع حول فرائسها المقتولة للتو لالتهامها.
لا، بل سافرتُ إلى "لويتا"، وهي جزء من منظومة "سيرينغيتي" الحيوية الكبرى التي لا تظهر على مخططات الرحلات السياحية الاعتيادية.. فهي "سيرينغيتي" خفيّةٌ، إن صحّ التعبير.. إنها بيئة تشمل براري جبلية يانعة تعلو أكثر من 2000 متر عن سطح البحر. وتقع على بعدٍ يقارب 250 كيلومترًا عن نيروبي وتطلّ على "محمية ماساي مارا الوطنية" الشهيرة عالميًا. ومع ذلك، فإنها مكان لا يعلم بوجوده جُل الذين يزورون كينيا. 
كانت خطتي أن أشق طريقي في قلب هذا الحصن الأخضر إلى مكان يُعرف بلغة شعب ماساي باسم "إنتيم إه نايمينا إنكيِيْيو"، أي "غابة الطفلة المفقودة". إنها رُقعة هشة من الغابات المطرية البِكر بمساحة قدرها 300 كيلومتر مربع.. أرض مخفيّة مع أنها على مرأى من الناظرين. وما إن وصلت إلى هناك، كان أملي أن أحظى بلقاء الرجل الذي يشرف على هذه العوالم. ولكن ينبغي أولًا أن تَعلموا أنني أعيش في عالم بعيد كل البعد عن "لويتا" هذه؛ فأنا أقطن في نيروبي، وهي حاضرة يعيش فيها نحو خمسة ملايين شخص، وتضجّ بالصخب والحياة، لكونها أحد أهم مراكز الابتكار التقني في إفريقيا، وتمثل نواة المنطقة المكنّاة
بِـ"سافانا السيليكون". ثم إنها أحد أكثر مراكز المواصلات ازدحامًا في القارة السمراء، لكونها منطلق رحلات جوية إلى أربع قارات ووجهة لها كذلك. إنها موطن لناطحات سحاب متألّقة تضم مكاتب لشركات من مختلف أنحاء العالم. فالمقرّ الإفريقي لمنظمة "الأمم المتحدة" هنا، وكذلك مقرّات مجموعة كبيرة من المنظمات الإعلامية الدولية التي تبثّ أخبار القارّة على مدار الساعة. وهنا نتحمّل الاختناقات المرورية التي تجعل المرء يفقد هدوء أعصابه، ونتساءل عن التداعيات المحليّة للتغيّر المناخي. وبالطبع، هنا كذلك ذقنا -وما زلنا نذوق منذ عام -2020 تدعيات تفشّي وباء "كوفيد19-" الذي كان سوط عذاب على سائر البشرية.

كان الرجـــل الذي رجوت لقاءه زعيــــمًا لشعــب مــاســاي، يـــدعى "مــوكومبــو أولــِهْ سيميل"، ويُعرف كذلك باسم "الأولويبوني كيتوك" (أي الزعيم الروحاني الأعلى). فمنذ هجرة شعب ماساي قبل قرون من "وادي النيل" إلى شرق إفريقيا واستقرارهم في هذا الإقليم الذي يشمل المنطقة التي سمّوها "سيرينغيت" (أي "المكان الذي تمتدّ فيها الأرض بلا نهاية")، وهم يتلقّون إرشادات رجال يشغلون منصب "الأولويبوني"، وجميع هؤلاء الزعماء من عشيرة وُهبت قدرات دنيويّة وروحانيّة استثنائية وتمرّست في العلاجات الطبيعية والخارقة للطبيعة.
إنّ شَغل منصب "الأولويبوني




وحيـش يأبى الثبات

وحيـش يأبى الثبات

ترقُّبُ اكتشافات الديناصورات يعني أن وجهة النظر بشأنها لا تفتأ تتغير.

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

استكشاف

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

وُهِبنا في هذه الحياة، نحن البشر وسائر المخلوقات الأخرى، أشياء مجانية كثيرة؛ لعل من أبرزها ضوء الشمس. ولكن هل تساءل أحدٌ منّا يومًا عمّا سيحدث لو أن الشمس اختفت من حياتنا؟

لحظات مذهلة

لحظات مذهلة

يحكي مصورو ناشيونال جيوغرافيك، من خلال سلسلة وثائقية جديدة تستكشف عملهم، القصصَ التي كانت وراء صورهم الأكثر شهرة.