أفيال الصين المتجولة.. ما الذي يحدث؟

عائلة من الأفيال- ست إناث بالغات وثلاثة ذكور وستة صغار – تتجول في ضواحي "كونمينغ"، موطن أكثر من 8 ملايين شخص.

أفيال الصين المتجولة..هل تعود إلى محميتها؟

عائلة من الأفيال- ست إناث بالغات وثلاثة ذكور وستة صغار – تتجول في ضواحي "كونمينغ"، موطن أكثر من 8 ملايين شخص.

1 July 2021

تستقطب رحلة لقطيع أفيال برية شاردة اجتازت مئات الكيلومترات إثر هروبها من محمية في شمال الصين، اهتمامًا كبيرًا في العالم، مسلّطة الضوء على الصعوبات التي تواجهها الحيوانات المحمية على التكيف مع الوضع القائم في بلد تنحسر مساحاته الطبيعية بصورة متزايدة.

وتحظى الفيلة البرية في الصين بحماية قانونية، وهي تعيش حصرًا في منطقة "شيشوانغبانا" السياحية المدارية على الحدود مع لاوس وبورما. وفي العام الماضي، ترك 15 فيلاً بينها ثلاثة صغار هذه المحمية في اتجاه الشمال. وفيما لا تشكل هجرة الأفيال حدثًا استثنائيًا، فإن مدة الرحلة والمسافة التي اجتازتها هذه الحيوانات أثارتا دهشة الخبراء، إذ بات القطيع موجودًا على بعد حوالي 500 كيلومتر من نقطة الانطلاق.

فيَــــلـة مصـدومــة

الآن، عائلة الأفيال - ست إناث بالغات وثلاثة ذكور وستة صغار - باقية في ضواحي "كونمينغ"، موطن أكثر من 8 ملايين شخص. وخلال الأشهر الأخيرة، ومع اقترابهم من المدينة، قاموا بالتعدي على المستوطنات البشرية، والإغارة على المحاصيل، والتجول في الشوارع، والبحث عن الطعام في البلدات الصغيرة. لقد اقتحموا مطابخ ودخلوا إلى دار لرعاية المسنين. وبينما تجمع معظم أفراد المجموعة معًا، غادر ذكر واحد القطيع الرئيسي وهو الآن على بعد حوالي 15 ميلًا من البقية.

تحدي القطيع. المتجول

يواجه الخبراء تحديًا رهيبًا بسبب هذا القطيع المتجول. ويقول "بيكي شو تشين"، خبير الأفيال الآسيوي في جمعية علم الحيوان بلندن، والذي يعمل عن كثب مع فريق الخط الأمامي الذي يراقب الأفيال،: "الهدف من المراقبة بسيط وهو تجنب المواجهة بين الإنسان والفيلة"، نتيجة لذلك نشرت السلطات الصينية طائرات بدون طيار لتتبع الأفيال، وتركز في المقام الأول على محاولة جذبهم للعودة جنوبًا باستخدام الطعم الغذائي والحواجز المادية. وبحسب "تشين مينجيونج"، الأستاذ في كلية البيئة والبيئة بجامعة يونان وعضو فريق الخبراء العامل على الخطوط الأمامية، فإن نهج الفريق هو التحديد المسبق لطريق للأفيال، ومن ثم طول نثر الطعام برائحة قوية، مثل الذرة والأناناس والموز على طول هذا المسار وفي الوقت نفسه، إغلاق الطرق المؤدية إلى البلدات والمدن، مما يمنح الأفيال في الأساس الخيار الوحيد لسير الطريق الذي نصبو إليه"

في أواخر شهر مايو المنصرم، وبعد إعداد أكثر من أربعة أطنان من الطعام، تمكن الفريق من إغراء الأفيال بالانعطاف قليلاً جنوبًا. حاليًا، يتجول القطيع ذهابًا وإيابًا داخل حدود Yuxi، وهي مدينة تحد كونمينغ من الجنوب.

مخاطر النقل

بحسب "بان وينجينج"، الباحث الباحث المقيم في بكين، والذي يتمتع بخبرة واسعة في الحفاظ على الأفيال الآسيوية، فإن الحصول على الطعام ليس رهانًا أكيدًا، مضيفًا أن الأفيال بحاجة إلى الشعور بالأمان، لذا فإن الطعام وحده ربما لن يكون كافيًا لتحويل مسار هجرتهم. كما أن الحصول على الطعام يجلب المخاطر، كما يقول "تشو جينفينج"، الأمين العام لمؤسسة الحفاظ على التنوع البيولوجي والتنمية الخضراء في الصين، وهي منظمة غير حكومية في بكين. إذ يؤكد أن الاعتدال هو المفتاح عندما يتعلق الأمر بالطُعم ،قائلًا: "لا يمكننا أن ندع الأفيال تعتمد بشكل كبير على الطعام الذي يصنعه الإنسان".

وبحسب تشين فإن محاولة تحويل مسار الفيلة باستخدام سياج كهربائي هو تكتيك آخر قيد الدراسة، فالأسوار الكهربائية تستخدم على نطاق واسع في التخفيف من حدة الصراع بين الإنسان والحيوان لإبقاء الأفيال ببعيدة عن حقول المحاصيل، لكن هناك تحديات كثيرة في استخدام هذه الأسوار بحسب " رامان سوكومار" أستاذ علم البيئة في المعهد الهندي للعلوم وخبير بارز في بيئة وسلوك الأفيال الآسيوية، والذي يؤكد أنه حل غير عملي، إذ أنه أثناء تجول الأفيال يجبب إزالة الأسوار بسرعة وإعادة تثبيتها في أماكن جديدة على طول مسارها. كما أن محاولة إقناع الأفيال بالعودة من حيث أتوا - دون معرفة سبب مغادرتهم في المقام الأول - والبقاء هناك قد يكون أمرًا صعبًا، نظرًا لطبيعتهم المتجولة التي لا يمكن التنبؤ بها".

ويقترح عدد من الخبراء تهدئة الأفيال بالتخدير ثم نقلها مرة أخرى إلى" شيشوانغبانا"، لكن نقل قطيع مؤلف من 15 فيلًا لم يتم تجربته من قبل في آسيا، بعكس جنوب إفريقيا، التي شهدت في السابق إجراء عمليات نقل جماعية للأفيال، وتفتقر الصين إلى الخبرة والبنية التحتية لهذا النوع من العمليات، فضلًا عن أن التعقيد الجغرافي لغابات يونان الكثيفة سيجعل القيام بذلك أكثر صعوبة مما هو عليه في جنوب إفريقيا، حيث تم تنفيذ معظم عمليات التهدئة في مناطق مفتوحة." كما أنه سيحمل مخاطر جسيمة لصغار الفيلة، حيث إنه من المرجح جدًا أن يؤدي تهدئة حتى فيل واحد فقط إلى إثارة القطيع بأكمله، مما قد يتسبب في عواقب لا يمكن تصورها."

حل مستدام

يقول "شو تشين" إن الجهود الحالية -صيد الطعام وتسييج الأسوار- كلها قصيرة الأجل، بهدف وحيد هو منع الصراع بين الحياة البرية والبشر. وبالنسبة للكثيرين فإن السؤال الحقيقي هو كيفية إيجاد حل مستدام طويل الأجل للأفيال؟. ويعتقد بعض الخبراء أن أفضل حل هو إنشاء حديقة أفيال وطنية جديدة بالقرب من "كونمينغ"، حيث توجد المجموعة الآن. فهناك العديد من المحميات الطبيعية الوطنية والإقليمية والبلدية في "يونان" يمكن أن تصبح موطنًا مؤقتًا ثم دائم لهذه الأفيال. مشددين على أهمية بناء ممرات بيئية تربط بين محميات الأفيال الأربعة الموجودة في "يونان"، مما يسمح للحيوانات بالهجرة بسهولة وأمان.

المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية + National Geographic

وحيش

دراسة جديد تُشير إلى أن النحل يلعب!

نحل يستمتع باللعب!

دراسات جديدة وتجارب علمية تكشف أسرار حياة الحشرات، لتوسع مداركنا حول وعي وسلوك هذه الكائنات.

حين تقل الحماية، وتتأخر عن موعدها..

وحيش سلوك

حين تقل الحماية، وتتأخر عن موعدها..

مخلوق ممتلئ الجسـم، يناهز طوله الـ 1.5 متر، وتمنحه الصبغة الداكنة التي تحيط بعيونه مظهرًا بقريًا كما يؤكد ذلك اسمه باللغة الإسبانية الذي يعني "بقرة صغيرة".

لماذا تنتحر بعض الحيوانات؟

وحيش سلوك

لماذا تنتحر بعض الحيوانات؟

سلوكيات مؤلمة وأساليب متطرفة تتبعها الكائنات في سبيل مصلحة بقاء النوع.