ذوبان نهر باين آيلاند الجليدي يهدد بحار العالم

نهر باين آيلاند الجليدي. الصورة:natego

ذوبان نهر باين آيلند الجليدي يهدد بحار العالم

مثل نهر جزيرة الصنوبر الجليدي أكثر من ربع مساهمات القارة القطبية الجنوبية في ارتفاع مستوى سطح البحر على مدى العقود القليلة الماضية.

19 June 2021

شكل ذوبان نهر باين آيلند الجليدي في  أنتاركتيكا علي مدار السنوات الماضية أكبر مصدر لارتفاع مستوى سطح البحر في العالم. فهذا العملاق الجليدي، الذي يبلغ طوله 160 ميلًا، يصنف بأنه أسرع الأنهار الجليدية ذوبانًا في العالم، ما يثير المخاوف من استمرار ذوبانه بمعدلات عالية خلال الفترة المقبلة.

 في عامي 2015 و2016 انفصلت عن طرف نهر باين آيلند قطعة هائلة من الجليد مساحتها 580 كيلومترًا مربعًا وانجرفت بعيدًا في "بحر أماندسون" بسبب ارتفاع حرارة المياه بأكثر من نصف درجة مئوية على مدار العقود الماضية. اليوم، يظهر بحثًا جديدًا نشر في مجلة "Science Advances" أن أكثر من خُمس الجرف الجليدي للنهر تفتت وسقط في المحيط خلال السنوات الخمس الماضية، وانجرف بعيدًا. 

السؤال الآن هو ماذا سيحدث بعد ذلك؟، وفقًا لمؤلف الدراسة الرئيسي "إيان جوغين"، عالم الجليد في جامعة واشنطن، فإن هناك احتمالين الأول: أن يستقر الجرف الجليدي ويبطئ تدفق الجليد، أو على الأقل يتوقف عن التسارع. أما الاحتمال الثاني فهو أن هذه العملية ستستمر وسوف ينهار الرف بسرعة أكبر بكثير مما توقعه العلماء.

انفصال أكبر جبل جليد في العالم عن أنتـاركتيـكا

نهر " باين آيلند" أو كما يطلق عليه نهر جزيرة الصنوبر الجليدي هو عملاق من الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية). وتشير الدراسات إلى أن النهر الجليدي (المتاخم لبحر أماندسون) يصب ما يقرب من 60 مليار طن من الجليد في المحيط كل عام، وتزايدت معدلات الجليد الذي يصبه النهر منذ سبعينيات القرن الماضي. ويقول "جوغين" إن الجرف الجليدي، هو نوع من الحافة الجليدية العائمة، يبرز في البحر -ويشبه الفلين في زجاجة، ويساعد على منع تدفق كل الجليد الذي يضغط عليه من الخلف. و كلما ضعف الفلين زاد تدفق الجليد في المحيط ، مما يساهم في ارتفاع مستويات سطح البحر في العالم. 

وكان العلماء قلقين بالفعل بشأن نهر  باين آيلند الجليدي. حيث كان الجرف الجليدي ينمو في السنوات الأخيرة، ذائبًا من أسفل إلى أعلى بسبب مياه المحيط الدافئة المتسربة تحت الجليد. وكانت هذه العملية - المياه الدافئة التي تذوب الجليد من الأسفل - مشكلة متنامية للأنهار الجليدية على طول ساحل غرب أنتاركتيكا. ويبدو أن المياه نفسها تأتي من التيارات الدافئة المتدفقة من أعماق البحار بالقرب من شاطئ القطب الجنوبي. ويعتقد الخبراء أن تغيير أنماط الرياح في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية - الذي تغير على الأرجح جزئيًا بسبب تغير المناخ - يساعد في دفع هذه التيارات الدافئة إلى حافة الجليد.

الجليد الصناعي يمكن أن ينقذ غطاء أنتاركتيكا الجليدي

ومع ضعف الجرف الجليدي في نهر باين آيلند، بدأ تدفق الجليد يتسارع على فترات متقطعة. ووفقًا للباحثين. سوف يذوب بسرعة لبضع سنوات، ثم يهدأ لبضع سنوات ". بين عامي 2009 و 2017  كان تدفق الجليد مستقرًا نسبيًا". ثم تغير ذلك منذ حوالي 5 سنوات عندما بدأ الجرف الجليدي في التخلص من الجبال الجليدية بوتيرة أكبر، بعضها يصل طوله إلى عدة أميال. وفي العام الماضي، فقد النهر الجليدي جزءًا من حجمه ضعف مساحة واشنطن العاصمة. ومع مرور الوقت، بدأت الشقوق والصدوع تظهر في الجليد. وبدءًا من عام 2017، أخذ الرف ينهار بسرعة. وفي الوقت الحالي، يبدو أن العلماء غير متأكدين مما إذا كان الجرف سيستمر في التفتت بالسرعة التي كان ينهار فيها في السنوات القليلة الماضية. ويصفها "جوغين" بأنها عملية صعبة للغاية لمحاكاتها في النماذج.

عـوالـم أنتـاركتيـكا السفلى

وعلميًا، إذا استمر الجرف في التفكك، فمن الممكن أن يتسارع تدفق الجليد بشكل أكبر - وربما يتضاعف ثلاث مرات، كما يشير "جوغين". وهو ما ينذر بالخطر، إذ يمثل نهر جزيرة الصنوبر الجليدي بالفعل أكثر من ربع مساهمات القارة القطبية الجنوبية في ارتفاع مستوى سطح البحر على مدى العقود القليلة الماضية. ولكن لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين لتقرير مدى احتمالية هذا السيناريو.


المصدر: Scientific American

علوم

في بحث رائد مع الأكاديمية الصينية للعلوم

فهم جينات الشاهين يساعدنا في حمايته

صندوق محمد بن زايد يكتشف الجين الوراثي المحوري في توجيه هجرة صقور الشاهين 

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

علوم فلك

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

يعود اليوم النيادي إلى أرض وطنه بعد بعد إكماله لنحو 4000 ساعة عمل في الفضاء.

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

علوم فلك

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

يواصل النيادي استعدادات العودة إلى كوكب الأرض بعد إنجاز المَهمة التي امتدت لـ6 أشهر، شارك خلالها في أكثر من 200 تجربة علمية.