ماذا خطف "كوفيد-19" من مجتمع السود؟

يعود تاريخ هذا التاج في بيت "لاري هاموند" بمدينة نيو أورليانز، إلى عام 2007، حين تُوج الرجل ملكًا على "الزولو".

ماذا خطف "كوفيد-19" من مجتمع السود؟

تجلس "ليليان"، أرملة "لاري هاموند"، في الوسط ومعها أقارب آخرون أحاطوا بصورة الراحل وهم يتلقون التعازي من معزّين في موكب جنائزي بالسيارات.

ماذا خطف "كوفيد-19" من مجتمع السود؟

ظل الفيروس يفتك بالسود على نحو غير متكافئ مع البِيض، عبر ربوع الولايات المتحدة. وفي مد ينة نيو أورليانز، تَجسّد ذلك في فقدان رجل العائلة، وعضو الأخوية، وحاجب الكنيسة، ومرشد الشباب الذي كان أيضا ملكًا على "كروي الزولو" في احتفالا "ماردي غرا". إليكم قصة "لار

قلم: ويل ساتن

عدسة: ماكس أغيليرا-هلويغ

1 نوفمبر 2020 - تابع لعدد نوفمبر 2020

منذ أول موعـد غرامـي لهما، أدركت "ليليان فيليبـس" أن "لاري هامـوند" مخـتلف عــن الصبيــان الآخـرين الذيـن عـرفتهم في المرحلة الدراسية الثانوية في مدينة نيو أورليانز. تقول: "كان يتمتع بشخصية كاريزمية. كان دائما في المكان المناسب. كان دائما ودودًا لطيفا". تُوِّجَت علاقتهما بالزواج، وكوّنا عائلة، وربطا صداقات. وكما كان الحال في المدرسة الثانوية، انضم لاري إلى مجموعة تلو مجموعة؛ ومن ذلك جمعية "كروي الزولو" (Krewe of Zulu) التي ظل أعضاؤها يشاركون بعرباتها الكرنفالية في مسيرات "ماردي غرا" منذ أكثر من قرن. كان لاري هاموند الذي عرفته أنا وآخرون كُثر على مرّ عقود، هو الرجل نفسه الذي قابلته ليليان في المدرسة الثانوية: شخصية كاريزمية ومتعاونة ولطيفة. ظل على هذا الحال خلال 47 عامًا من الزواج؛ وفي يونيو الماضي خطط الزوجان للاحتفال بالذكرى السنوية الثامنة والأربعين لزواجهما. لكن ذلك لم يحدث.
هنالك فقدت ليليان زوجَها لاري بسبب "كوفيد19-" في يوم 31 مارس 2020. صدمت وفاتُه المفاجئة ليليانَ وعائلتهما والعشيرة التي كانت تحيط بهذا الرجل -البالغ من العمر قيد حياته 70 عامًا- الذي كان موظف بريد متقاعد. ليليان لا تصدق رحيل لاري. وهي حزينة لأن "كوفيد19-" يودي بحياة كثير من الأميركيين السود. ولكن ليليان هاموند تَعلم -كما يعلم غيرها في مجتمعات السود- أننا ما فتئنا نشكل أهدافًا خاصة لهذا الفيروس بحكم العوامل المحفِّزة الكامنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.
كــان لاري عضــوًا يحــظى باحـترام كبير وبإعجاب شخصي في "كروي الزولو" حيث شغل منصب "الملك" في عام 2007. في بدايات الوباء -في أعقاب فعاليات "ماردي غرا"- أصيب بالمرض أعضاء كُثر في "كروي الزولو". ثم أصيب لاري. وفي غضون بضعة أسابيع، تسبب "كوفيد19-" في وفاة العديد من زملاء لاري في "كروي الزولو"، وزعيم فرعها المحلي -العزيز على قلب لاري- ولاري نفسه. رأى عضو مجلس مدينة نيو أورليانز، "جاي بانكس"، وهو ملك سابق على "كروي الزولو" وزميل لاري في منظمة إخاء تدعى "أوميغا ساي فاي"، عددًا كبيرًا من الأصدقاء يمرضون ويموتون. وفي وقت سابق من هذا العام، أخبرني بانكس أنه يعرف ما لا يقل عن عشرة أشخاص من السود الذين قضوا.
وبعد بضعة أسابيع، بلغ العدد 30.

قال بانكس لجمهور إذاعي في الأسابيع التي تلت وفاة لاري: "إن هذه الأرقام حقيقية. فلا جدال في أن المرض يفتك بأهالي مجتمعنا على نحو غير متكافئ". فعبر أنحاء الولايات المتحدة، عانى السود معدلات مرتفعة من مرض "كوفيد19-" ووفياته. وعلى صعيد الولايات المتحدة، تُفيد بعض المصادر أننا أكثر عرضة للوفاة بسبب "كوفيد19-" من نظرائنا البِيض بـ 2.5 مرة. في ولاية لويزيانا، صُدم كثيرٌ من الناس عندما أظهرت بيانات الربيع الماضي أن أكثر من 70 بالمئة من وفيات الولاية جرّاء "كوفيد19-" كانوا من الأميركيين السود. انخفضت هذه النسبة بعد ذلك إلى أقل من 60 بالمئة؛ ولكن في ولاية يشكل السود نحو 33 بالمئة من سكانها، فإن هذه النسبة مرتفعة للغاية.

&




استكشاف

عيــن تَرقُب السماء

عيــن تَرقُب السماء

في ولاية ويسكونسن، عاود أكبر تليسكوب كاسر للضوء في العالم فتح أبوابه أمام الزوار.

حياة أخـرى.. متخيلــة

استكشاف

حياة أخـرى.. متخيلــة

ترى إحدى الكاتبات أن ناشيونال جيوغرافيك كانت بمنزلة بوابة الطفولة إلى ما يتيحه عالمنا من إمكانيات لا نهاية لها. وكانت أيضًا مصدر إلهام لكتابها الأخير.

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

استكشاف

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

وُهِبنا في هذه الحياة، نحن البشر وسائر المخلوقات الأخرى، أشياء مجانية كثيرة؛ لعل من أبرزها ضوء الشمس. ولكن هل تساءل أحدٌ منّا يومًا عمّا سيحدث لو أن الشمس اختفت من حياتنا؟