نظرة جديدة إلى الديناصورات

عُثر على بيضة الطائر المتحجرة هذه في ما أصبح اليوم ولاية نبراسكا الأميركية، وكانت قد بِيْضت بعد ملايين السنين على انقراض الديناصورات غير الطيريّة. ومع ذلك، فإن هذه البقايا تساعد "ياسمينة فيمان"، المرشّحة لنيل شهادة الدكتوراه من "جامعة ييل"، على تحليل المواد الكيميائية لقشر بيضٍ أقدم. تقول: "كل الطيور هي ديناصورات؛ ما يجعل هذه بيضةَ ديناصور طيريّ كذلك". صوّرت في "متحف بيبودي للتاريخ الطبيعي" لدى جامعة ييل.

نظرة جديدة إلى الديناصورات

إن بيض الطيور، مثل هذا الذي باضته طيور من فصيلة "التناميات"، يكتسب ألوانه من أصباغ تشمل "البروتوبورفيرين" (protoporphyrin) و"البيليفردين" (biliverdin). وقد حافظ بعض بيض الديناصورات المتحجّر على هذه المركّبات، مشيرًا إلى ألوان البيض. صُوّر في "متحف بيبودي للتاريخ الطبيعي" لدى جامعة ييل.

نظرة جديدة إلى الديناصورات

على مرّ أكثر من عقدين، أُدخل عدد كبير من الجيَف المجمّدة في أجهزة "المسح بالتصوير الطبقي المُحَوْسَب" لدى "مستشفى أوبلينيس" في ولاية أوهايو الأميركية؛ وكان من بينها هذا التمساح "السيامي". ويستعمل "لورانس ويتمر" -وهو عالم حفريات قديمة لدى "جامعة أوهايو" القريبة من المستشفى- صور المسح بهذه التقنية لحيوانات من العصر الحديث ليعيد بها بناء التشريح الداخلي للديناصورات المنقرضة وتفسيرها.

نظرة جديدة إلى الديناصورات

يحتشد "نزار إبراهيم" (وسط) مع عالِمَي الأحافير، "سيموني ماغانوكو" (يسار) و"كريستيانو دال ساسو"، لدى مختبر في "جامعة الحسن الثاني" بالمغرب، وهم يتأملون عظامًا مكتشفة حديثًا لديناصور "سبينوصور". يقول دال ساسو: "أرى أن دراسة أحفورة حيوانٍ هي بمنزلة إعادته إلى الحياة.. انطلاقًا من بقاياه".

نظرة جديدة إلى الديناصورات

نُبشت عظام ديناصور "مانتيليصور" (Mantellisaurus) من الأرض عام 1914، وهو معروض لدى "متحف التاريخ الطبيعي" في بريطانيا. أُطلق عليه في البداية اسم "إيغوانودون"، قبل أن يدرك العلماء أنه يمثّل جنسًا حيوانيًا مستقلا بذاته عام 2007. هذا الهيكل العظمي الذي يبلغ عمره نحو 125 مليون سنة، هو من أكمل الهياكل العظمية التي عثر عليها في المملكة المتحدة حتى تاريخه.

نظرة جديدة إلى الديناصورات

فرخ ديناصور "دينونيكوس" (Deinonychus) خرج من بيضته حديثًا، وهو محاطٌ ببيض ذي لون أزرق زاه في عشّ مبني فوق الأرض، تحرسه أنظار أبٍ راعٍ. المصدر: Jasmina ،Wiemann من جامعة ييل

نظرة جديدة إلى الديناصورات

يعاين "لورانس ويتمر" جمجمة "تيرانوصور ركس" (Tyrannosaurus rex) في مختبره لدى "جامعة أوهايو". بناءً على منحنيات القحف العصبي لهذا الديناصور، يستدل علماء الأحافير القديمة على أنه كان يعتمد بشدّة على حاسة الشم. وقد رجّحت دراسة صدرت عام 2019 أن "تيرانوصور ركس" كانت لديه مورّثات خاصة بمستقبلات الروائح أكثر مما لدى البشر بمرة ونصف مرة، وذلك بناءً على الحجم النسبي للجزء المخصص لمعالجة الروائح في دماغه.

نظرة جديدة إلى الديناصورات

يطير "يي تشي" (Yi qi) طيرانًا شراعيا، فيما يستحم ديناصوران من نوع "تيانيولونغ (Tianyulong)، يماثلان طائر الدريجة من حيث الحجم. ويُظهر تحليل للأنسجة اللينة، أن "يي تشي" كان يمتلك جناحين غشائيّين بين أصابعه. المصادر: Michael Habib، من "متحف التاريخ الطبيعي" في منطقة لوس أنجلوس. Michael Pittman، من جامعة هونغ كونغ.

نظرة جديدة إلى الديناصورات

يتوهّج جنين دجاجة مخضّبٌ توهّجًا أزرق واهنًا في مختبر العالِم "بهولار" وقد هُيّئ للفحص تحت المجهر. وبتتبّع كيفية توجيه المورّثات لأشكال نمو أجسام الحيوانات، يستطيع بهولار أن يرى الآليات الحيوية الدقيقة لتطوّر مراحل نموّها، محسّنًا فهمنا للديناصورات وذريّتها التي تعيش في العصر الحديث.

نظرة جديدة إلى الديناصورات

يُـعـدّ "طائر الغرب" (Hesperonis)، وهو "طائر أولي" من العصر الطباشيري، نسيبًا بعيدًا للديناصور "وحشيّ الأرجل"، "سيلوفيسيس" (Coelophysis)، الذي تقبع جمجمتُه بين يَدي "بهارت-أنجان بهولار"، عالم الأحافير لدى "جامعة ييل". ويشير بحث هذا العالم إلى أنه بينما كانت الطيور تتطوّر، احتفظت جماجمُها بصفات كانت لدى الديناصورات المنقرضة اليافعة (كالعظام الرقيقة)؛ ما مهّد الطريق لظهور مناقير الطيور. صُوّرت في "متحف بيبودي للتاريخ الطبيعي" لدى جامعة ييل.

نظرة جديدة إلى الديناصورات

زوج من ديناصورات "سبينوصور" (Spinosaurus Aegyptiacus) يصيد أسماكًا قوبعية منشارية من نوع "أونكوبريستيس" (Onchopristis) ضمن شبكة أنهار كانت تغطي ما أضحى اليوم المملكة المغربية قبل أكثر من 95 مليون سنة. المصدر: Nizar Ibrahim، مستكشف لدى ناشيونال جيوغرافيك.

نظرة جديدة إلى الديناصورات

تكشط المجارف الأرض وترتفع المعاول قبل أن يُهوى بها في الصحراء المغربية، حيث يبحث فريق من علماء الأحافير والطلاب وخبراء التنقيب عن أحافير للديناصور "سبينوصور" (Spinosaurus Aegyptiacus). وتكشف العظام التي عُثر عليها في الموقع عن أن "سبينوصور" كان له ذيل مُصمَّم للتجديف في الماء، فكان أول ذيل من نوعه يُكتشف لديناصور ضخم مفترس.

نظرة جديدة إلى الديناصورات

يمنحنا طائر "هواتزين"، الذي يعيش في أميركا اللاتينية، مؤشرات للطريقة التي تطوّرت بها أذرع الديناصورات إلى أجنحة طيور. فما ينفرد به طائر هواتزين عن غيره من الطيور هو أن فراخه لديها مخالب شبيهة بمخالب الديناصورات على أجنحتها، تستعملها في حال سقطت في الماء للنجاة من الحيوانات المفترسة، بتسلّق الأشجار والعودة إلى أعشاشها. صُوّر في "متحف بيبودي للتاريخ الطبيعي" لدى جامعة ييل.

نظرة جديدة إلى الديناصورات

فضلًا عن ضم المتاحف للمعروضات، فإنها تحمي مجموعة متنوعة من الأحافير وتدرسها. ويضم "متحف التاريخ الطبيعي" في بريطانيا العظام الوحيدة لـِ "أدراتيكليت" (Adratiklit)، أقدم "ستيغوصور" يُكتشف حتى الآن. وفي عام 2019، أعلن فريق تقوده القيّمة، "سوزانا ميدمنت"، أن "أدراتيكليت" يمثل جنسًا جديدا من الديناصورات. وارتكز ذلك القرار جزئيًا على عظْمة الذراع التي تحملها ميدمنت في الصورة.

نظرة جديدة إلى الديناصورات

ذكرا ديناصور "إدمونتوصور" (Edmontosaurus) يقتتلان على أنثى. ربما كانت لدى الديناصورات بطيّة المنقار روابط اجتماعية معقّدة وكانت تتواصل فيما بينها بأصوات هادرة خفيضة. المصادر: David C. Evans، من متحف أونتاريو الملكي. Phil Bell، من جامعة نيو إنغلاند.

نظرة جديدة إلى الديناصورات

مع تراكم اكتشافات جديدة للديناصورات، كذلك تزداد الحاجة إلى إعادة النظر في نماذج تمثيل هذه المخلوقات. وفي هذه الصورة الملتقطة في بلدة "فوسالتا دي بيافي" الإيطالية، يُقولب الحِرَفيّ "غوزون إيون" ذيلًا بصورته المحدَّثة لإعادة تمثيلٍ بالحجم الطبيعي لديناصور "سبينوصور" يافع، طوله 10.5 متر.

نظرة جديدة إلى الديناصورات

ديناصور "موصور" (Mussaurus) صغير السن يراقب زوجًا من ديناصورات "العظاية المنقارية" (Rhynchosaur) على مرأى من ديناصور بالغ. كان "موصور" يبدأ حياته زاحفًا على أربع، ثم ينتصب على قائمتيه الخلفيتين بحلول سن البلوغ. المصادر: John R. Hutchinson، من الكلية (البريطانية) الملكية للطب البيطري. Alejandro Otero، من متحف دي لا بلاتا في الأرجنتين.

نظرة جديدة إلى الديناصورات

يعتمد علماء الأحافير على تقنيات علمية مبتكرة وسيلٍ من الأحافير المكتشفة حديثًا، ليعيدوا كتابة ما يعرفونه عن وحوش العصور السحيقة هذه: من ألوان جلودها وريشها، إلى طرق تنشئتها وعيشها وتطوّرها عبر الزمن.

قلم: مايكل غريشكو

عدسة: باولو فيرزوني

1 أكتوبر 2020 - تابع لعدد أكتوبر 2020

في أمسية باردة من أماسي شهر يناير، وقفت "سوزانا ميدمنت" على شاطئ بحيرةٍ وسط لندن وهي تُحدق في مجموعة من الديناصورات.

ميدمنت هي أحد القيّمين على متحف التاريخ الطبيعي في المملكة المتحدة، وقد رافقتني في جولة سياحية ضمن "منتزه كريستال بالاس" الذي ضم  في عام 1854 أول معرض عامّ للديناصورات في العالم. وكانت التماثيل قد حققت لدى كشف النقاب عنها نجاحًا كبيرا، مولّدةً الهوس بالديناصورات الذي لم يفارقنا مُذّاك. فقبل أن يبهر "ستيفن سبيلبرغ" العالمَ بفيلمه "الحديقة الجوراسية"، كانت ديناصورات هذا المنتزه قد اجتذبت سنويًا مليونَي زائر على مرّ ثلاثة عقود بلا انقطاع، وكان "تشارلز ديكينز" قد أتى على ذكر أحدها في روايته التي حملت عنوان "المنزل الكئيب".  ولنحظى بنظرة تفصيلية إلى هذه التماثيل البالغ عمرها 166 عامًا، تولّت "إلينور ميشيل" و"سارة جين سلوتر"، أمينتَا جمعية "أصدقاء ديناصورات كريستال بالاس" الخيرية، إرشادنا من بوابة حديدية إلى ضفاف البحيرة، حيث انتعلنا أحذية مطاطية طويلة لنعبر بها الماء. لكنني خطَوتُ خطوة غير محسوبة وسقطت في الماء، فصعدت بصعوبة إلى شاطئ الجزيرة وأنا أقطر ماءً تفوح منه رائحة غثاء البحيرة. عندها صاحت سلوتر قائلة: "أهلًا بك في جزيرة الديناصورات"، وقد علت وجهها ابتسامةٌ عريضة.
تبدو هذه المنحوتات الخضراء الشاحبة مهيبة، بل مستبدّة، وقد اكتنفتها نباتات السرخس ومساحات إسفنجية من الحزازيات. ومن بينها ديناصوران من نوع "إيغوانودون" (وهو ديناصور نباتي من العصر الطباشيري) يشبهان إيغوانا ضخمة بنتوء على خطم كل منهما تَبيّنَ للعلماء اليوم أنه كان شوكة على كلٍ من إبهامات هذه المخلوقات. ومن السهل أن ينجرّ المرء إلى نبذ مجموعة التماثيل هذه بوصفها قديمة الطراز أو بوصفها مناسبة للأفلام التجارية محدودة الميزانية؛ ولكن ميدمنت ترى ديناصورات "منتزه كريستال بالاس" على ما تمثله حقًا: ثمار آخر ما وصل إليه العلم في ذلك الزمن، بالاستناد إلى مقارنات بين حيوانات عاشت آنذاك والأحافير القليلة التي توافرت للباحثين حينها. وما زال العلماء يعتمدون على تلك الطريقة لإعادة إنشاء هذه الوحوش الرائعة، مالئينَ الفراغات التي خلّفها غياب النسيج الليّن عن الأحافير التي أنهكها الزمن. وفي ذلك، أخبرتني ميدمنت، ونحن نتوقف قليلًا بين اثنين من التماثيل، أن العظام لا تَحفظ أي دليل على وجود خدود على وجوه حيوانات العصور الغابرة، "لكننا نعيد تكوينها كما لو أنها موجودة حقًا، لأن ذلك يفي بالغرض؛ فلحيوانات اليوم خدود". وقد اتبع نحّاتو المنتزه الأسلوبَ نفسه؛ إذ تقول ميدمنت: "لقد كانوا منطقيين تمامًا في إعادة تكوينها بهذه الطريقة بناءً على ما كانوا يعلمون". وخلال الفترة التي مضت من ذلك الزمن -وقد قاربت القرنين- كانت حصيلة ما تَعلّمه العلماء عن الديناصورات تفوق أقصى ما كان يمكن لصنّاع تماثيل "منتزه كريستال بالاس" أن يحلموا به. واليوم يشهد فهمنا لهذه المخلوقات ثـورة جديدة.. ثــورة مدفوعة بثروة من الأحاف

وحيـش يأبى الثبات

وحيـش يأبى الثبات

ترقُّبُ اكتشافات الديناصورات يعني أن وجهة النظر بشأنها لا تفتأ تتغير.

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

استكشاف

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

وُهِبنا في هذه الحياة، نحن البشر وسائر المخلوقات الأخرى، أشياء مجانية كثيرة؛ لعل من أبرزها ضوء الشمس. ولكن هل تساءل أحدٌ منّا يومًا عمّا سيحدث لو أن الشمس اختفت من حياتنا؟

لحظات مذهلة

لحظات مذهلة

يحكي مصورو ناشيونال جيوغرافيك، من خلال سلسلة وثائقية جديدة تستكشف عملهم، القصصَ التي كانت وراء صورهم الأكثر شهرة.