آخر المفترسات

7 نوفمبر 2013بقلم: بول سالوبيكعلى مقربة من صروم، المملكة العربية السعودية، على خط العرض: 24 د. 50 د. 55 ث. شمالاً، وخط الطول: 37 د. 27 د. 38 ث. شرقاًسِرنا مخلّفين الصحراء وراء ظهورنا وانطلقنا نمشي على إحدى الطرقات. وهنالك وجدنا شجرة على جانب الطريق،...

آخر المفترسات

7 نوفمبر 2013بقلم: بول سالوبيكعلى مقربة من صروم، المملكة العربية السعودية، على خط العرض: 24 د. 50 د. 55 ث. شمالاً، وخط الطول: 37 د. 27 د. 38 ث. شرقاًسِرنا مخلّفين الصحراء وراء ظهورنا وانطلقنا نمشي على إحدى الطرقات. وهنالك وجدنا شجرة على جانب الطريق،...

5 ديسمبر 2013

7 نوفمبر 2013

بقلم: بول سالوبيك
على مقربة من صروم، المملكة العربية السعودية، على خط العرض: 24 د. 50 د. 55 ث. شمالاً، وخط الطول: 37 د. 27 د. 38 ث. شرقاً

سِرنا مخلّفين الصحراء وراء ظهورنا وانطلقنا نمشي على إحدى الطرقات. وهنالك وجدنا شجرة على جانب الطريق، ومن الشجرة تدلّت جيفة ذئب. كانت الجيفة قد رُبطت من عَقِبَيها. أما ما كان قد بقي عليها من فرو فكان يتحرّك يميناً وشمالاً مع تأرجح الجيفة بفعل ريح الصحراء الحارّة.
تعليقاً على ذلك، يقول أحمد البوق، المدير العام للمركز الوطني لأبحاث الحياة البرية، الذراع العلمية للهيئة السعودية للحياة البرية: "إن الذئاب مهدّدةٌ بالانقراض في المملكة العربية السعودية. وأنا شخصياً قد رأيت أكثر من 50 ذئباً معلّقاً من الشجر خلال مسيرتي المهنية الممتدة لأكثر من 20 عاما. فرُعاة الماشية يرمون هذا الحيوان بالرصاص ثم يعلّقونه هناك. ولا أحد يعلم كم تبقّى من الذئاب على قيد الحياة".
يقول السيد البوق إن المناطق المحميّة هي أفضل أمل بالنسبة لما تبقى في الجزيرة العربية من ذئاب. ويوجد في المملكة 15 محمية للحياة البرية، تغطي معاً مساحة إجمالية تبلغ نحو 77.700 كيلومتر مربّع، أي ما يعادل 4 بالمئة من مساحة المملكة. ويضيف السيد البوق بأنه يجري حالياً الإعداد لإنشاء مزيد من المحميّات لمختلف أنواع الحيوانات، وليس للذئاب على وجه الخصوص، وبذلك ستتضاعف المساحة الإجمالية للمحميّات مرتين. ويعلّق أخيراً بالقول: "هناك مساعٍ جيدة. لكن فرض حظرِ الصيد يحتاج منا إلى بذل مزيد من الجهود".
وعلى ما يبدو، فإن الرعاة يعلّقون جيفة الذئاب على الشجر ليرسلوا رسالة تحذيرية إلى بني جنسها.
وتعد هذه الممارسة مثل شهادة إثبات لذكاء الذئاب الخارق؛ ولعلّها شهادة مستحقة فعلاً. وتحفل المأثورات البدوية بالحكايات الخاصة بالذئاب، وهي عبارة عن قصائد غنائية تتحدّث عن الصفات البشرية لهذا الحيوان الذي قد ينقرض قريباً، تماماً كحال النمر العربي الذي أوشك على الانقراض (إذ إن عدد النمور العربية المتبقية في المملكة كلها قد لا يتجاوز 40 نمراً).
تابعنا المسير...
وأخيراً خيّمنا بجانب بئر إسمنتية تحت شجرة ملساء الفروع، ذات قوامٍ أنثويّ طويل. عندها سطع نور القمر كما لو كان عينَ ذئبٍ لمعت عندما بسطت عليه الشمس أشعة ضوئها الكاشف. كنت عندها مرهقاً لدرجة أنني بالكاد تمكّنت من المحافظة على وعيي لتناول عشائنا من الأطعمة المعلّبة.
عندما جال البشر الأوائل في أرجاء العالم المجهول، لابد أنهم مرّوا بتجارب نستطيع أن نتخيّل أحداثها اليوم. لكنْ من بين الأشياء التي لا يمكننا أن ندركها حقاً –فقد نستطيع توصيفها دون أن نشعر بها– هو حقيقةُ أننا كنّا مجرّد مأكولات متحركة تنتظر من يلتهمها. إذ إننا كنا على قائمة طعام كلٍ من النمور سيفيّة الأنياب، ودببة الكهوف الضخمة، وأسود العصور السحيقة، والعديد من المفترسات القوية الأخرى. وهذا الوعي بكوننا طرائد لم يصلنا نحن (أبناء اليوم) عبر آلاف السنين إلا كصدى خافت الصوت كما لو كان صرخةً في واد... كشيء من وراء الطبيعة المحسوسة... أو حُلُم... أو فعل انعكاسٍي عضلي... أو معتقد خرافي موروث... أو حالة من التيقّظ والتنبّه لا معنى لها. وقد بتنا متربعين على عرش المفترسات دون منازع ... لكننا مُطاردون من قبل أشباح مخلوقاتٍ مفترسة أقوى منا تنتمي للزمن السحيق الغابر الذي طواها إلى غير رجعة.
كنت أراقب جَمَلينا، "فارس" و "سيماء"، وهما يرعيان في نور القمر حين سمعت ذاك العواء... عندها نظر الجملان للأعلى في حركة لاإرادية واحدة... وكذلك فعلت. كان ذلك العواء آتياً من جهة جبال الحجاز المتعرّجة بقممها الحادّة مثل مخطّط رسم القلب والتي أضفى عليها القمر مسحةً من اللون الأزرق. لقد كان صوت ذئبين تبادلا النداء لمرة واحدة... مرةٍ واحدة لم تتكرّر.
وحيـش يأبى الثبات

وحيـش يأبى الثبات

ترقُّبُ اكتشافات الديناصورات يعني أن وجهة النظر بشأنها لا تفتأ تتغير.

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

استكشاف

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

وُهِبنا في هذه الحياة، نحن البشر وسائر المخلوقات الأخرى، أشياء مجانية كثيرة؛ لعل من أبرزها ضوء الشمس. ولكن هل تساءل أحدٌ منّا يومًا عمّا سيحدث لو أن الشمس اختفت من حياتنا؟

لحظات مذهلة

لحظات مذهلة

يحكي مصورو ناشيونال جيوغرافيك، من خلال سلسلة وثائقية جديدة تستكشف عملهم، القصصَ التي كانت وراء صورهم الأكثر شهرة.