
نظرة إلى تاريخ العين
بقلم: بقلم: إيد يونغ
عدسة: عدسة: ديفيد ليتشواغر
يقول نيلسون عن تلك العيون: "لمَّا رأيتها أول مرة لم أصدق عيني، فهي من الغرابة بمكان".
أربعٌ من العيون الست في كل مجموعة هي فتحات وثقوب بسيطة لترصد الضوء، أما العينان الأخريان فغاية في التطور كعيون البشر، إذ تحويان عدسات لتركيز الضوء وتستطيعان رؤية الصور، وإن بدقة أقل.
وإذا كان نيلسون يستعمل عينيه لأغراض شتى، منها جمع المعلومات عن تنوع البصر لدى الحيوانات؛ فما وظيفة عيون قنديل البحر وهو أحد أبسط الحيوانات هيئةً وبِنية؟ إنه مجرد كتلة هلامية مستديرة نابضة تتذيَّلُها أربع مجموعات من اللوامس اللاسعة، وليس له دماغ إلا حلقة عَصبونات (Neurons) تحيط بجسده الذي يتخذ شكل جرس (أو مظلة مفتوحة).. فأي معلومات قد يحتاج إليها كائن كهذا؟
في عام 2007، أثبت نيلسون وفريقه أن حيوان قنديل البحر المربع -المسمَّى علمياً (Tripedalia cystophora)- يستخدم عيونه السفلى ذات العدسات لرؤية العراقيل القريبة كجذور المنغروف التي يسبح خلالها. وقد تطلب منهم الأمر أربع سنوات أخرى للوقوف على وظيفة العيون العليا ذات العدسات؛ إذ خلصوا إلى أن غَبَرَة التوازن (Statolith) أسفل مجموعة العيون تضمن للعين العليا النظر في اتجاه الأعلى دائما حتى عندما يسبح قنديل البحر رأسا على عقب (انظر الرسم التوضيحي، صفحة 39). حين ترصد هذه العين بقعا سوداء، يُدرك قنديل البحر أنه يسبح تحت ظُلة المنغروف حيث يمكنه العثور على القشريات التي يتغذى بها؛ أما إذا لم يُبصر سوى النور الساطع فذلك دليل على أنه ضل الطريق إلى المحيط الفسيح ويوشك أن يهلك جوعا. وبفضل عيون هذا الكائن المستدير الشكل والمعدوم الدماغ، فإنه يستطيع إيجاد الطعام وتفادي العراقيل والبقاء على قيد الحياة.
أضف تعليقك

اﺛﺮ ﻣﻌﺎﺭﻓﻚ ﻣﻊ ﻣﺠﻠﺔ ﻧﺎﺷﻴﻮﻧﺎﻝ جيوغرافيك اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺿﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ
اﺷﺘﺮﻙ ﻣﻌﻨﺎ