:عدسة عدسة: توماس بي. بيشاك
30 نوفمبر 2014
بقلم: كنيدي وارين
عدسة: توماس بي. بيشاك
على الشاطئ الغربي لمدينة كيب تاون، غير بعيد عن موقعٍ لركوب الأمواج المتكسرة يُدعى "Dungeons" (الأبراج المُحصَّنة)، تقبع جزيرةٌ منبسطة ومنخفضة عن سطح الماء اتّخذتها الفقمات مُستقرّاً لها. في ذلك المكان، يُمكِن مشاهدة هذه الحيوانات إما تَقِيل أو تزأر أو تُرضع جراءها، وبين الحين والآخر تلقي بنفسها في مياه المحيط الأطلسي، حيث يمكن للغطاسين الانضمام إليها في أثناء مرحها بين حيود المرجان وغابات عشب البحر. ينعكس بريق أشعة الشمس على فقاعات الهواء المحبوس في فراء الفقمات، وعندما تتشقلب وتنطلق بسرعة في الماء، تترك خلفها في الماء شريطا من الفقاقيع.
تقع تلك الجزيرة داخل "منطقة كاربنكيلبيرغ المحظورة" وهي محمية بحرية تنتمي بدورها إلى منطقة معزولة كبرى يُمنع فيها الصيد منعاً كلياً وتضم جلّ سواحل مدينة كيب تاون. وتُعد هذه المحمية من الأماكن التي يمكن للمرء فيها أن يحس بأن عالم المحيطات في أمان حين ينظر إلى عيون الفقمات الناعسة.
لكن سرعان ما يتغير هذا الإحساس حين نشاهد -كما فعلت أنا- منظر مجموعة من الرجال يتسلقون التل محمَّلين بأكياسٍ ثقيلةٍ على ظهورهم. إذ تركتُ أسراب الفقمات البهلوانية، وسبحتُ إلى خليج صغير ثم صعدتُ ما يشبه سجادةً من صدفات أُذن البحر المُلقاة في المكان. كانت تلك الصدفات في حجم طاسات الحساء، وكانت ظلالها الزهرية والخضراء تنعكس برّاقة مثل مشاهد من الشفق القطبي. وقد صارت رائحة الهواء نتنة برائحةُ الفقمات الكريهة وطحالبُ البحر المتعفنة. وكان طائر أبو منجل يمشي بخيلاء بين الصدفات ينقر ما تبقى من أحشاء أذن البحر. تسلقتُ صخرةً ذات قمة مسطحة كانت قبل دقائق مكاناً تُسلخ فيه الأسماكُ الصدفية عن محارها؛ وفي هذا المكان تحديداً نزع أولئك الرجال الرخويات عن صدفاتها وملؤوا أكياسهم بها.
التتمة في النسخة الورقية