قرب مدينة جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا، طريق سريعة تفصل مجتمعين يسود بينهما فرق صارخ: حي “بريمروز” الذي تهيمن عليه أغلبية من البيض تنتمي إلى الطبقة الوسطى، ومستوطنة “ماكاوسه” -جل سكانها من السود- حيث استولى عمال مناجم الذهب العاطلون على أرضها في تسعينيات...

قرب مدينة جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا، طريق سريعة تفصل مجتمعين يسود بينهما فرق صارخ: حي “بريمروز” الذي تهيمن عليه أغلبية من البيض تنتمي إلى الطبقة الوسطى، ومستوطنة “ماكاوسه” -جل سكانها من السود- حيث استولى عمال مناجم الذهب العاطلون على أرضها في تسعينيات القرن الماضي. عدسة: Johnny Miller

 يطور عناصر الأمن في قسم شرطة مدينة “سبوكين” بولاية واشنطن -ومنهم “نيك بريغس”- مهاراتهم، من خلال “مُحاكي التدريب على مكافحة التحيز” في “جامعة واشنطن”. تُعلم هذه المحاكاة الواقعية رجالَ الشرطة استعمال مؤشرات حقيقية -بدلاً من الأحكام النمطية الجاهزة- عند...

يطور عناصر الأمن في قسم شرطة مدينة “سبوكين” بولاية واشنطن -ومنهم “نيك بريغس”- مهاراتهم، من خلال “مُحاكي التدريب على مكافحة التحيز” في “جامعة واشنطن”. تُعلم هذه المحاكاة الواقعية رجالَ الشرطة استعمال مؤشرات حقيقية -بدلاً من الأحكام النمطية الجاهزة- عند اتخاذ قرار استعمال السلاح من عدمه.

الأشياءُ التي.. تُـفـرِّقــنا

كان "سولومون إيغباوا" و"داهيرو بالا" صديقين حميمين رغم تعدد أوجه الاختلاف بينهما. فلقد نشأت صداقتهما وهما بعدُ تلميذان في المدرسة يَركضان جيئة وذهابا الكيلومترات القليلة الفاصلة بين قرية إيغباوا ومستوطنة بالا في ولاية "بينو" شرق نيجيريا. وكانا يتوقعان...

:عدسة جون ستانماير

1 ابريل 2018

كان "سولومون إيغباوا" و"داهيرو بالا" صديقين حميمين رغم تعدد أوجه الاختلاف بينهما. فلقد نشأت صداقتهما وهما بعدُ تلميذان في المدرسة يَركضان جيئة وذهابا الكيلومترات القليلة الفاصلة بين قرية إيغباوا ومستوطنة بالا في ولاية "بينو" شرق نيجيريا. وكانا يتوقعان أن حبل الوُدِّ بينهما سيمتد العُمْرَ كله.

بلغ إيغباوا اليوم أربعين سنة من العمر، وهو مكتنز الجسم عريض الصدر، نصراني الديانة، ينتمي إلى قبيلة "تِيف" (Tiv) التي دأبت منذ قرونٍ على زراعة السهول الخضراء الممتدة في ولاية بينو. أما بالا ففي الثانية والأربعين من عمره، فارع الطول نحيف الجسم، يدين بالإسلام وينتمي إلى قبيلة "هوسا" (Hausa)؛ يعيش أهاليه -المؤلفون من تركيبة معقدة من الهوسا و"فولاني" (Fulani)- على رعي الجواميس التي تجوب معظم غرب إفريقيا. في أماكن كثيرة، تكونُ فوارق كهذه -العرق والدين واللغة والثقافة والسياسة- قاتلة. فعلى بُعد بضعة كيلومترات إلى الشمال من حيث لقيت الرجلين، تشن جماعة "بوكو حرام" الحربَ على كل من يخالف تصورها للإسلام. وتشهد مواضع أخرى في غرب إفريقيا وما وراءها اشتباكات عنيفة بين الرعاة والمزارعين بشأن الموارد، كما أن ثمة مجموعات (أعراق وقبائل وأمم وطوائف) متورطة في أتون صراعات أخرى عبر العالم.
إلى عهد قريب، لم يحدث أيٌّ من ذلك في "زونغو" -قرية إيغباوا- أو قرية "داودو"، حيث يعيش بالا؛ إذ يقول الرجلان إن الأرض الخصبة -وخلال جل حياتهما- كانت تكفي الجميع، وكانت ثمة طرائق لتسوية المنازعات عندما كانت الماشية تطأ حقل مُزارع أو حين يجد راعٍ أن طريقه إلى النهر قد سُدَّتْ بحاجز جديد. وتعليقاً على ذلك تقول "إليزابيث أنيوم"، وهي من قبيلة التيف: "لقد ساد السلام والوئام هنا".
تَقدمَ العُمر بالصديقين وصارا رجلين ذوَيْ أبناء، وزاد عدد سكان ولاية بينو. وارتفعت درجات الحرارة فترتب عنها جفاف أراضي الشمال، ما اضطر كثيرا من الرعاة لشدّ الرحال جنوباً، وندرت الأراضي الخصبة، وبات المزارعون يَشْكُونَ تسبب الماشية في خراب محاصيلهم، وألفى الرعاة طرقهم مقطوعة بحواجز أو حقول حديثة. وفقدت العلاقات بين المزارعين والرعاة (أي بين ائتلاف الهوسا والفولاني وغيرهما من المجموعات) عفويتها وسلاستها.
مع ذلك ظلت قريتَا زونغو وداودو آمنتين مطمئنتين؛ إذ تقول "كاترين" -زوجة إيغباوا- إنه لم يخطُرْ على قلب أحد أن الصراع قد ينزل بساحتهما.
لكن ذلك حدث فعلاً. فلقد غشيت "الأزمة" الجماعتين عام 2014، فاستحالت الخطوط الفاصلة بين القبيلتين والديانتين والثقافتين جدرانا تُنذر المرء بموت محقق إن وُجِدَ في الجانب الخطأ. كانت الإشاعات تذيع فتُشَن في أعقابها هجمات وهجمات مضادة، ودمرت المحاصيل وذُبِّحت الماشية وأُحرقت قرية قبيلة التيف الزراعية وقُتِّل رجال ونساء.

أخبرني إيغباوا وبالاَ أنهما لم يهاجما أحدا، لكن هذا الموقف يصير غير ذي أهمية تُذكر حين تأخذ القبيلتان بخناقَيْ بعضيهما. فخلال الأزمة، تصرف جل مزارعي قبيلة التيف كما لو أن الرعاة من قبيلتي الهوسا والفولاني كانوا جميعهم سواء، والعكس صحيح.
غيَّرَت الأزمة طبائع سلوك الناس، فبُخِسَ التآخي قَدْرَهُ، وزادت قيمة الثأر. يقول بالا: "اعتقدت أنه لا يحق لأحد تطبيق القانون وفق هواه، لكني تهيَّبْتُ من إسداء النصح لقومي". أصبح الصديقان لاجئيْن يرتادان بيتيهما فترة من النهار ويحترسان من الكمائن.
تلك آفة مستشرية في العالم برمّته؛ إذ تتآلف القلوبُ عقوداً، بل قروناً، في غير اكتراث للعِرق أو الدين أو الثقافة؛ وبغتةً يتبخر كل ذلك فيتبخر معه احترام المرء لجيرانه وينقطع عن دعوتهم إلى العشاء وتبادل الخدمات والتزاوج معهم، وتصير الوجوه التي ألفها بالأمس ضميراً غائبا وعدُوًّا يوصَف بِـ "الآخر". حين تصطدم الجماعات، تصير الفردانية أثراً بعد عين وتجف معها ينابيع الود والثقة. قد يحدث ذلك بين الرعاة والمزارعين في نيجيريا أو بين من وُلِد في فرنسا أو الولايات المتحدة، ومن جاء إليهما مهاجراً. إن الفرق بين الحالتين شاسع، والاختلافات بينهما من الأهمية بمكان؛ وكذلك شأن الجذع المشترك لمشكلاتهما: فالناس في كل مكان رهائن ما يسميه عالم النفس التطوري "جون توبي": "هوس الهوية". وما من سبيل إلى مقاومة هذا الأمر؛ فقد جُبِلنا منذ المولد على تمييز ذواتنا عن غيرنا، ولا نَجِد بُدًّا من إيثار النفس (إيثارا غير واع أحيانا)، لا سيما ساعةَ نستشعر تهديدا.
وطبعاً فإن البشر يتقاسمون هذه الميزة مع كائنات أخرى كالنمل والسلمون وقرد المكاك، إلا أن هذه الكائنات الأخرى قلّما تغير تصورها لجماعاتها وأفعالها. ومن ذلك أن الطيور والنحل تظل وفية لأجناسها، فيما انقلب اليوغسلاف إلى فئات متناحرة تشمل الكروات والصرب والبوسنيين. وحدَهم البشر -كالهوتو والتوتسي- يقررون أن الوطن ضاق عليهم بعدما تعايشوا في حضنه قرونا. ووحدهم البشر قادرون على التحول من شعور الوحدة كأمة أميركية واحدة إلى الإحساس بالفُرقة بين ولايات جمهورية وأخرى ديمقراطية.
وحيـش يأبى الثبات

وحيـش يأبى الثبات

ترقُّبُ اكتشافات الديناصورات يعني أن وجهة النظر بشأنها لا تفتأ تتغير.

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

استكشاف

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

وُهِبنا في هذه الحياة، نحن البشر وسائر المخلوقات الأخرى، أشياء مجانية كثيرة؛ لعل من أبرزها ضوء الشمس. ولكن هل تساءل أحدٌ منّا يومًا عمّا سيحدث لو أن الشمس اختفت من حياتنا؟

لحظات مذهلة

لحظات مذهلة

يحكي مصورو ناشيونال جيوغرافيك، من خلال سلسلة وثائقية جديدة تستكشف عملهم، القصصَ التي كانت وراء صورهم الأكثر شهرة.