يمتد هذا المشروع العملاق على مساحة هكتارين ضمن مدينة مصدر التي تعتبر المدينة منخفضة الكربون والنفايات والتي تسعى لتصبح أكثر مدن العالم استدامة.

تحقيق: محمد حمدي شاكر- صحيفة الخليجمبادرة جديدة بين كل من وزارة التغير المناخي والبيئة، و"اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة" (SBRC) التابع لمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، لإطلاق أول مشروع تجريبي في العالم لأبحاث الطاقة الحيوية المستدامة باستخدام...

وقود الطائرات من النباتات الصحراوية

تحقيق: محمد حمدي شاكر- صحيفة الخليجمبادرة جديدة بين كل من وزارة التغير المناخي والبيئة، و"اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة" (SBRC) التابع لمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، لإطلاق أول مشروع تجريبي في العالم لأبحاث الطاقة الحيوية المستدامة باستخدام...

28 مايو 2017

تحقيق: محمد حمدي شاكر- صحيفة الخليج

مبادرة جديدة بين كل من وزارة التغير المناخي والبيئة، و"اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة" (SBRC) التابع لمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، لإطلاق أول مشروع تجريبي في العالم لأبحاث الطاقة الحيوية المستدامة باستخدام النباتات والأراضي الصحراوية المروية بمياه البحر لإنتاج الغذاء ووقود الطائرات. يمتد هذا المشروع العملاق على مساحة هكتارين ضمن مدينة مصدر التي تعتبر المدينة منخفضة الكربون والنفايات والتي تسعى لتصبح أكثر مدن العالم استدامة.
وفي تعريف أكثر بالمبادرة والمشروع يقول د.أليخاندرو ريوس غالفان، رئيس اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة (SBRC)، والأستاذ الممارس في قسم هندسة وإدارة النظم في معهد مصدر: "المبادرة عبارة عن منشأة لنظام إنتاج الطاقة والزراعة بمياه البحر، أطلقها اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة في معهد مصدر، وهو اتحاد غير ربحي تأسس بالتعاون بين المعهد والاتحاد للطيران وبوينج وشركات [تكرير، سافران وجنرال إلكتريك]". ويضيف: "تهدف المنشأة البحثية إلى تقييم عمليات تربية [ثمار البحر] ونبات الساليكورنيا لأغراض إنتاج الأغذية والوقود والمواد الكيميائية باستخدام مياه البحر، وبالتالي إنشاء نظام مستدام ومتكامل للطاقة الحيوية لإنتاج الغذاء والوقود دون استخدام الأراضي الصالحة للزراعة أو المياه العذبة في البيئة الصحراوية، ومن شأن هذه الخطوة دعم الأمن الغذائي والإسهام في الحد من انبعاثات الكربون وخفض مستويات تلوث المياه بسبب العمليات الصناعية لاستزراع الأسماك". ووفق غالفان، فإن المشروع الرائد يقوم على منظومة متكاملة، يستفيد خلالها من مياه البحر لتربية الأسماك والروبيان لاستخدامهما كغذاء، في حين تقوم المياه الغنية بالمغذيات بتخصيب نباتات الساليكورنيا الغنية بالزيوت، التي يمكن استخلاصها لإنتاج الوقود الحيوي للطيران، وفي النهاية تحول تلك المياه إلى أشجار القرم التي تعمل كفلتر نهائي للعناصر الغذائية المتبقية وكمصرف للكربون، وفي النهاية تحصد نباتات السيليكونيا وتُعصر للحصول على زيوتها، التي تُحول إلى وقود حيوي، أمّا بقاياها فتُستخدم كموادٍ غذائية لتربية الأحياء المائية. ويمكن لنباتات الساليكورنيا أن تعيش في مناطق قاحلة وظروف صحراوية قاسية، لذلك فهي لا تتطلب المياه العذبة أو الأراضي الصالحة للزراعة لكي تنمو، بحسب غالفان.
وعن طبيعة مشروع "إنتاج الطاقة والزراعة بمياه البحر"، يقول غالفان: "هذا المشروع الاستثنائي يسهم في تعزيز الدور المحوري الذي تلعبه أبوظبي ضمن الجهود العالمية الساعية إلى تطوير تقنيات متقدمة لإنتاج طاقة حيوية مستدامة وذات جدوى تجارية، إذ يركز المشروع بشكل كبير على إثبات الجدوى الاقتصادية للزراعة المتكاملة باستخدام المياه المالحة إلى جانب توفير الوقود لقطاع الطيران، ويتماشى هذا المشروع مع استراتيجية إمارة أبوظبي التي تطمح لتوفير 7% من الاستهلاك المحلي للطاقة من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2020".
ويتابع: "يتميز هذا المشروع المتكامل للزراعة وإنتاج الوقود الحيوي بأهمية خاصة وفريدة، إذ يأتي رداً على الانتقادات التي أثيرت بشأن إنتاج الوقود الحيوي على نطاق واسع، من تحول الإنتاج الزراعي بعيداً عن المحاصيل الغذائية والتنافس على مصادر المياه العذبة الشحيحة واستخدام الأراضي التي يمكن استخدامها لزراعة المحاصيل. وانطلاقاً من كون المياه المالحة تشكل 97% من مياه الأرض، والمناطق الصحراوية 20% من اليابسة، يسعى المشروع إلى التغلب على هذه المشاكل البيئية من خلال تطوير حلول فعالة تتيح إنتاج طاقة حيوية بديلة يمكن تطبيقها في مختلف دول العالم".

ويستحوذ هذا المشروع على اهتمام كبير من قبل دول أخرى تعاني شح المياه والأراضي الزراعية، خصوصاً تلك التي تهتم بتعزيز قطاعات الزراعة المائية دون تلويث لمياه المحيطات، بحسب غالفان، الذي يشير إلى أنه تم تنفيذ هذا النظام بشكلٍ كامل في أراضٍ قاحلة ينعدم فيها التنوع الحيوي وتندر فيها المياه العذبة، كالمناطق في إريتريا وشرق إفريقيا وباهيا كينو وسونورا والمكسيك. وعن مزايا الوقود الحيوي يوضح د.غالفان قائلاً: "أظهرت الدراسات أن الوقود الحيوي المستدام للطيران يقلل من انبعاثات الكربون بنسبة تتراوح بين 50 و80% خلال دورة حياته إضافة إلى ذلك تبين الأبحاث أن أداء الوقود الحيوي الطيران مماثل أو أفضل من نظيره التقليدي الذي يعتمد على النفط من نواحٍ عديدة". وعن الجهات المشاركة في هذا المشروع يقول: "يتعاون اتحاد (SBRC) مع عدد من الأطراف في هذا المشروع المستدام، إذ وقع الاتحاد اتفاقية مع وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات، التي توفر بموجبها الأسماك الصغيرة وشجيرات القرم، فضلاً عن تقديم الخبرة التقنية".
وتقول زينب المهيري، طالبة ماجستير في معهد مصدر، إحدى المشاركين في المشروع عن طبيعة عملها: "أعمل على أطروحة تتعلق بمشروع إنتاج الطاقة والزراعة بمياه البحر في مدينة مصدر، وأبحث في تطوير نموذج حوسبي ديناميكي لوصف التغيرات في تركيبة المياه من حيث الملوحة والمواد الغذائية في الاستزراع المائي، وزراعة النباتات الملحية وشجر القرم اللازمة للمشروع، وتم تطوير هذا النموذج كأداة للحفاظ على جودة المياه ضمن المنشأة لضمان النمو المناسب للكائنات المائية والروبيان والأسماك في أحواض الاستزراع المائي، والتأكد من وجود ما يكفي من المغذيات اللازمة لتغذية النباتات الملحية وشجيرات القرم لتعزيز نموها". وتضيف: "بإمكان هذا النموذج تحديد التغيرات الديناميكية للعناصر الغذائية ونمو الكتلة الحيوية للأسماك والنبات، وتسهم المحطة التجريبية لإنتاج الطاقة والزراعة بمياه البحر بدور رئيسي في تطوير صناعة تربية الحياة المائية في الإمارات وغيرها من الدول الساحلية الجافة، وذلك من خلال إظهار قدرة نظامها المبتكر والمستدام على تربية الأحياء المائية بطريقة ذات جدوى تجارية ومراعية للبيئة، ويجري حالياً ضمن المحطة، التي تمتد على مساحة هيكتارين، وبدأت العمل في مارس 2016، على تربية الروبيان الأبيض الهندي، وسمك البلطي والمرجان".

انتهى

علوم

في بحث رائد مع الأكاديمية الصينية للعلوم

فهم جينات الشاهين يساعدنا في حمايته

صندوق محمد بن زايد يكتشف الجين الوراثي المحوري في توجيه هجرة صقور الشاهين 

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

علوم فلك

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

يعود اليوم النيادي إلى أرض وطنه بعد بعد إكماله لنحو 4000 ساعة عمل في الفضاء.

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

علوم فلك

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

يواصل النيادي استعدادات العودة إلى كوكب الأرض بعد إنجاز المَهمة التي امتدت لـ6 أشهر، شارك خلالها في أكثر من 200 تجربة علمية.