جبال الإمارات.. الاستثمار الأمثل للثروة الطبيعية

بكر المحاسنة "الفجيرة"- صحيفة الخليج
تضع إمارة الفجيرة الاهتمامات البيئية واستغلال الموارد الطبيعية وتوظيفها، على رأس أولوياتها، بما يخدم التنمية المستدامة في الدولة، فضلاً عن تبادل الخبرات والمعارف بشأن الأساليب المثلى لاستثمار الثروات الطبيعية، وفي مقدمتها الصخور التي تستخدم في الصناعات التي تزخر بها الإمارة، وتبني صناعات تعدينية جديدة، والتعرف إلى طرق التكنولوجيا الحديثة المستخدمة فيها. وانطلاقاً من تلك الرؤية، استضافت "مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية"، مؤخراً، "الملتقى الدولي الخامس للصخور الصناعية والتعدين"، بمشاركة نحو 1000 متخصص من أكثر من 20 دولة ناقشوا 40 ورقة عمل، فضلاً عن أكثر من 25 مشاركاً محلياً ودولياً في أجنحة المعرض المصاحب له.
يقول المهندس علي قاسم -مدير عام "مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية"- إن الملتقى انطلق تماشياً مع توجهات الدولة هذا العام باعتباره "عاماً للخير"، لإبراز أهمية الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية بما يحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
ويوضح أن الملتقى تناول عدة مواضيع، أبرزها "جيولوجية الدولة" بشكل عام، والفجيرة بشكل خاص، والمحافظة على البيئة وحمايتها خلال المراحل المختلفة للصناعات التعدينية، وإعادة تدوير مخلفاتها، واستخدام التقنيات الحديثة المختلفة والبحث العلمي والاستفادة من كل ذلك لتطوير تطبيقات علوم الأرض، كما شهد الملتقى عدة جلسات تناولت موضوعات الاستدامة والقوانين والتشريعات في قطاع التعدين، كما تناولت التحديات في تطبيق التشريعات البيئية والأمنية، إضافة إلى اعتماد التكنولوجيا الحديثة في الصناعات التعدينية.
إيماناً من مؤسسة الموارد الطبيعية بأن متغيرات العصر باتت أسرع، وللحفاظ على الدور الريادي الذي تتصدره دولة الإمارات، تضمن الملتقى الخلوة المؤسسية وجلسة عصف ذهني لأول مرة بعنوان "استشراف المستقبل لمواردنا"، قدمها الدكتور علي العمودي مستشار التنمية المستدامة التابع للأمم المتحدة سابقاً. وطرحت الخلوة 4 حلقات عصف ذهني، دعت فيها المجتمع بجميع فئاته، وجاءت توصياتها بضرورة إشراك المجتمع في تطوير المؤسسات الحكومية. وناقشت الحلقة الثانية فتح آفاق الصناعات التحويلية، مركزة على طبيعة إمارة الفجيرة الجيولوجية؛ حيث تدخل المواد الخام المنتجة من الإمارة في العديد من الصناعات، لكن تطمح المؤسسة في خلق قطاع للصناعات التحويلية التي تعتمد على تلك المواد مثل صناعة المستحضرات الطبية والزجاج، التي تعطي قيمة عالية للمواد الخام. جاءت الحلقة الثالثة عن الموارد التعدينية والعلاقة بين الاستثمار والاستدامة؛ إذ تهدف المؤسسة إلى خلق توازن بين الاحتياج الصناعي والاستدامة في الموارد في ظل النمو الذي تشهده البلاد، بينما سلطت الحلقة الرابعة الضوء على المناهج التعليمية والتدريب المبتكر لمنتسبي الحكومة، وناقشت مناهجهم التعليمية والتدريب المبتكر؛ وذلك في ظل متغيرات العصر والتحول الرقمي التي باتت من الضروري تأهيل كوادر حكومية للمستقبل واستشراف آليات الجذب لتلك الكوادر للعمل الحكومي.

انتهى